في سبيل اللّه ما ذا صنعت * * * أمة السوء معا بالعترتين
عترة البر النبي المصطفى * * * و على الورد يوم الجحفلين
ثم وقف قبالة القوم و سيفه مصلت في يده آيسا من الحياة عازما على الموت و هو يقول:
أنا ابن علي الطهر من آل هاشم * * * كفاني بهذا مفخرا حين أفخر
و جدي رسول اللّه أكرم من مشى [1] * * * و نحن سراج اللّه في الخلق [2] يزهر
و فاطم أمي من سلالة أحمد * * * و عمي يدعى ذا الجناحين جعفر
و فينا كتاب اللّه أنزل صادقا * * * و فينا الهدى و الوحي بالخير [3]يذكر
و نحن أمان اللّه للناس كلهم * * * نسر بهذا في الأنام و نجهر
و نحن ولاة الحوض نسقي ولاتنا * * * بكأس رسول اللّه ما ليس ينكر
و شيعتنا في الناس أكرم شيعة * * * و مبغضنا يوم القيامة يخسر [4]
قال محمد بن أبي طالب: و ذكر أبو علي السلامي في تاريخه أن هذه الأبيات للحسين (عليه السلام) من إنشائه و قال ليس لأحد مثلها:
فإن تكن الدنيا تعد نفيسة * * * فإن [5]ثواب اللّه أعلى و أنبل
و إن تكن الأبدان للموت أنشأت * * * فقتل امرئ بالسيف في اللّه أفضل
و إن تكن الأرزاق قسما مقدرا * * * فقلة سعي المرء في الكسب أجمل
و إن تكن الأموال للترك جمعها * * * فما بال متروك به المرء يبخل
ثم إنه دعا الناس إلى البراز، فلم يزل يقتل كل من دنا منه حتى قتل منهم مقتلة عظيمة، ثم حمل على الميمنة و قال:
[1] أفضل من مضى خ ل «منه».
[2] في الأرض خ ل.
[3] و الخير خ ل.
[4] الاحتجاج 163- 164.
[5] فدار خ ل.