نام کتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور نویسنده : القمي، الشيخ عباس جلد : 1 صفحه : 301
قال: فضرب فرسه و اتبعه الناس حتى حالوا بينه و بين الفرات، فقال الحسين (عليه السلام): اللهم أظمئه. قال: و ينتزع الأباني بسهم فأثبته في حنك الحسين (عليه السلام).
قال: فانتزع الحسين (عليه السلام) السهم ثم بسط كفيه فامتلأتا دما، ثم قال الحسين (عليه السلام): اللهم إني أشكو إليك ما يفعل بابن بنت نبيك. قال: فو اللّه إن مكث الرجل إلا يسيرا حتى صب اللّه عليه الظمأ فجعل لا يروى.
قال القاسم بن الأصبغ: لقد رأيتني فيمن يروح عنه و الماء يبرد له فيه السكر و عساس فيه اللبن و قلال فيها الماء و انه ليقول: ويلكم اسقوني قتلوني (قتلني ظ) الظماء، فيعطى القلة أو العس كان مرويا أهل بيت، فيشربه فإذا نزعه من فيه اضطجع الهنيهة ثم يقول: ويلكم اسقوني قتلوني (قتلني ظ) الظماء. قال: فو اللّه ما لبث إلا يسيرا حتى انقد بطنه انقداد بطن البعير [1].
أقول: يظهر من كلام الشيخ ابن نما أن هذا الرجل اسمه زرعة بن أبان بن دارم.
قال: فرويت إلى القاسم بن أصبغ بن نباتة قال: حدثني من شاهد الحسين (عليه السلام) و قد لزم المسناة يريد الفرات و العباس (عليه السلام) بين يديه، فجاء كتاب عبيد اللّه بن زياد إلى عمر بن سعد أن حل بين الحسين (عليه السلام) و أصحابه و بين الماء فلا يذوقوا منه قطرة. فبعثه لعمرو بن الحجاج بخمسمائة فارس فنزلوا على الشريعة و منعوهم الماء، فناداه عبد اللّه بن حصين الأزدي: يا حسين أ لا تنظر إلى الماء كأنه كبد السماء (السمك خ ل) و اللّه لا تذوق منه قطرة حتى تموت عطشا أنت و أصحابك. فقال زرعة بن أبان بن دارم: حولوا بينه و بين الماء، و رماه بسهم فأثبته في حنكه فقال (عليه السلام): اللهم اقتله عطشا و لا تغفر له أبدا. و كان (عليه السلام) قد أتي بشربة فحال الدم بينه و بين الشرب فجعل يتلقى الدم و يقول هكذا إلى السماء [2].