نام کتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور نویسنده : القمي، الشيخ عباس جلد : 1 صفحه : 210
من صاحب و طالب قتيل * * * و الدهر لا يقنع بالقليل [1]
و إنما الأمر إلى الجليل * * * و كل حي سالك سبيلي
فأعادها مرتين أو ثلاثا حتى فهمتها و عرفت ما أراد، فخنقتني العبرة فرددتها و لزمت السكوت و علمت أن البلاء قد نزل.
و أما عمتي فإنها سمعت ما سمعت و هي امرأة و من شأن النساء الرقة و الجزع فلم تملك نفسها ان و ثبت تجر ثوبها و انها لحاسرة حتى انتهت إليه فقالت: وا ثكلاه ليت الموت أعدمني الحياة اليوم ماتت أمي فاطمة و أبي علي و أخي الحسن، يا خليفة الماضي و ثمال الباقي. فنظر إليها الحسين (عليه السلام) و قال لها يا أخية لا يذهبن حلمك الشيطان. و ترقرقت عيناه بالدموع و قال: لو ترك القطا ليلا لنام.
فقالت: يا ويلتاه أ فتغتصب نفسك اغتصابا فذاك أقرح لقلبي و أشد على نفسي. ثم لطمت وجهها و هوت إلى جيبها فشقته و خرت مغشية عليها.
فقام إليها الحسين (عليه السلام) فصب على وجهها الماء و قال لها: يا أختاه اتقي اللّه و تعزي بعزاء اللّه و اعلمي أن أهل الأرض يموتون و أن أهل السماء لا يبقون و أن كل شيء هالك الا وجه اللّه الذي خلق الخلق بقدرته و يبعث الخلق و يعودون (و يعيدهم خ ل) و هو فرد وحده (جدي خير مني وخ) أبي خير مني و أمي خير مني و أخي خير مني (ولي خ ل) و لكل مسلم برسول اللّه (صلى الله عليه و آله) أسوة.
فعزاها بهذا و نحوه و قال لها: يا أخية إني أقسمت عليك فأبري قسمي لا تشقي علي جيبا و لا تخمشي علي وجها و لا تدعي علي بالويل و الثبور إذا أنا هلكت.
ثم جاء بها حتى أجلسها عندي ثم خرج إلى أصحابه فأمرهم أن يقرب (يقرن خ ل) بيوتهم بعضهم من بعض و أن يدخلوا الأطناب بعضها في بعض و أن يكونوا بين البيوت فيستقبلوا القوم من وجه واحد (جهة واحدة خ ل) و البيوت من ورائهم و عن أيمانهم و عن شمائلهم قد حفت بهم إلا الوجه الذي يأتيهم منه عدوهم.
و رجع (عليه السلام) إلى مكانه، فقام الليل كله يصلي و يستغفر و يدعو