نام کتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور نویسنده : القمي، الشيخ عباس جلد : 1 صفحه : 211
و يتضرع، و قام أصحابه كذلك يصلون و يدعون و يستغفرون [1].
قلت: فباتوا و لهم دوي كدوي النحل ما بين راكع و ساجد و قائم و قاعد، و كذا كانت سجية الحسين (عليه السلام) في كثرة صلاته و كمال صفاته و كان (صلوات الله عليه) كما وصفه ابنه إمامنا المهدي (صلوات الله عليه): للقرآن سندا و للأمة عضدا و في الطاعة مجتهدا حافظا للعهد و الميثاق ناكبا عن سبل الفساق باذلا للمجهود طويل الركوع و السجود زاهدا في الدنيا زهد الراحل عنها ناظرا إليها بعين المستوحشين منها [2].
ذكر ابو عمر أحمد بن محمد القرطبي المرواني في كتاب العقد الفريد: أنه قيل لعلي بن الحسين (عليه السلام): ما كان أقل ولد أبيك؟ قال: العجب كيف ولدت له، كان (عليه السلام) يصلي في اليوم و الليلة ألف ركعة فمتى كان يتفرغ للنساء [3].
قلت: و روي أنه لما كان وقت السحر خفق الحسين (عليه السلام) برأسه خفقة ثم استيقظ فقال: أ تعلمون ما رأيت في منامي الساعة؟ فقالوا: و ما الذي رأيت يا بن رسول اللّه (صلى الله عليه و آله)؟ فقال: رأيت كأن كلابا قد شدت علي لتنهشني و فيها كلب أبقع رأيته أشدها علي و أظن أن الذي يتولى قتلي رجل أبرص من بين هؤلاء القوم، ثم اني رأيت بعد ذلك جدي رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) و معه جماعة من أصحابه و هو يقول لي: يا بني أنت شهيد آل محمد و قد استبشر بك أهل السماوات و أهل الصفيح الأعلى، فليكن افطارك عندي الليلة عجل و لا تؤخر فهذا ملك قد نزل من السماء ليأخذ دمك في قارورة خضراء، فهذا ما رأيت و قد أنف الأمر و اقترب الرحيل من هذه الدنيا لا شك في ذلك [4].
روى الطبري عن أبي مخنف عن عبد اللّه بن عاصم عن الضحاك بن عبد اللّه