responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور نویسنده : القمي، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 123

قالوا: ما رأينا أحدا، فكرر ذاك عليهم كل ذلك يقولون ما رأينا أحدا. فسكت عنهم.

ثم إنه تخوف أن يكون قد رآه غيرهم، فذهب إلى مجلس زياد ليتجسس هل يذكرونه فإن هم أحسوا بذلك أخبرهم أنه عنده و دفعه إليهم، فسلم على زياد و قعد عنده و كان الذي بينهما لطيف، قال: فبينما هو كذلك إذ أقبل رشيد على بغلة أبي أراكة مقبلا نحو مجلس زياد، فلما نظر إليه أبو أراكة تغير وجهه و أسقط في يده و أيقن بالهلاك، فنزل رشيد عن البغلة و أقبل إلى زياد فسلم عليه فقام إليه زياد فاعتنقه فقبله ثم أخذ يسأله كيف قدمت و كيف من خلفت و كيف كنت في مسيرك؟ و أخذ لحيته ثم مكث هنيئة ثم قام فذهب. فقال أبو أراكة لزياد: أصلح اللّه الأمير من هذا الشيخ؟ قال: هذا أخ من إخواننا من أهل الشام و قدم علينا زائرا، فانصرف أبو أراكة إلى منزله فإذا رشيد بالبيت كما تركه. فقال له أبو أراكة: أما إذا كان عندك من العلم كلما أرى فاصنع ما بدا لك و ادخل علينا كيف شئت‌ [1].

أقول: أبو أراكة المذكور هو البجلي من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام)، وعده البرقي في أصحابه من اليمن مع جماعة من خواص أصحابه مثل الأصبغ بن نباتة و مالك الأشتر و كميل بن زياد.

و آل أبي أراكة مشهورون في رجال الشيعة و رواة الأئمة (عليهم السلام) كبشير النبال و شجرة ابني ميمون بن أبي أراكة و إسحاق بن بشير و علي بن شجرة و حسن ابن شجرة و كلهم وجوه ثقات جلة.

و ما فعله أبو أراكة برشيد لم يكن عن استخفاف منه به بل كان من الخوف على نفسه، فإن زياد ابن أبيه كان شديدا في طلب رشيد و أمثاله من شيعة أمير المؤمنين و التنكيل و التعذيب بهم و بمن أعانهم و أضافهم و أجارهم، و من هنا يعلم جلالة هانئ و فتوته حيث أضاف مسلم بن عقيل و أنزله في داره و فداه بنفسه. طيب اللّه رمسه و أنزله حظيرة قدسه.


[1] الاختصاص: 78.

نام کتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور نویسنده : القمي، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست