responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفائس التأويل نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 315

و الديانات و الرياسات التي ألفوها و نشأوا عليها، و الاستبدال بذلك كلّه ما لم يعرفوه و لم يألفوه بالإظهار لما يتمّ أغراضهم. و كيف لم ينقل المعارضة لو كانت فقد نقلوا كلام مسيلمة مع ركاكته و بعده عن الشبهة، فكيف لا ينقل ما فيه حجّة أو شبهة قوية؟

و ليس لأحد أن يدّعي: أن الدواعي و ان توفرت إلى نقل المعارضة فهناك موانع من نقلها، و هو الخوف من أنصار النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم و متبعي شرعه و هم كثيرون مهيبون يخاف من مثلهم؛ و ذلك أن الخوف لا يقتضي انقطاع النقل على كلّ وجه، و إنّما يمنع من المظاهرة، و لهذا لم ينقطع نقل فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام بالخوف من بني أميّة، بل منع الخوف من التظاهر بها، فكان يجب أن ينقل أعداء الإسلام المعارضة لو كانت مكتوما فيما بينهم.

و أيضا فإن الكثرة في الإسلام كانت بعد الهجرة، فكان يجب نقل المعارضة قبل ذلك في مدّة مقامه صلى اللّه عليه و آله و سلم بمكّة، و إذا نقلت و انتشرت في الآفاق لم يكن قوّة الإسلام من بعد ذلك موجبة لاندفانها و خفائها.

اللّهمّ إلاّ أن يقال: إن المعارضة لم تقع في تلك المدّة، و إنّما وقعت بعد الهجرة، و في ارتفاع المعارضة طول المقام بمكّة-و هو ثلاث عشرة سنة-كفاية في إعجاز القرآن، و قيام الحجّة به، و ثبوت خرق العادة فيه، أو بما ينقل به.

و أيضا، فإن قوّة الإسلام و ان افتتحت بالمدينة، فقد كانت في تلك الأحوال لأهل الشرك و الكفر ممالك واسعة و بلاد عريضة، و الغالب على أكثر البلاد و معظمها في تلك الأحوال الكفّار، و مملكة الفرس كانت ثابتة لم تزل، و كذلك ممالك الروم و إلى هذه الغاية ما خلا العالم من بلاد واسعة الكفر، فكان يجب ظهور المعارضة في هذه البلاد و في علمنا، ففقد ذلك دليل على وجوب القطع على أنّ المعارضة لمن تكن.

و أيضا، فإن الخوف في الإسلام لو منع من نقل المعارضة لمنع من نقل السب و الهجاء و الافتراء، و قد علمنا أن كلّ ذلك قد نقل و لم يمنع مانع منه.

نام کتاب : نفائس التأويل نویسنده : السيد الشريف المرتضي    جلد : 1  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست