[المقدّمة الأولى: في الخطاب و أقسامه و أحكامه و فيها أمور: ]
[الأوّل: تعريف الخطاب]
و الخطاب هو الكلام إذا وقع على بعض الوجوه، و ليس كلّ كلام خطابا، و كلّ خطاب كلام. و الخطاب يفتقر في كونه كذلك على إرادة المخاطب لكونه خطابا لمن هو خطاب له و متوجّها إليه، و الّذي يدلّ على ذلك أنّ الخطاب قد يوافقه في جميع صفاته من وجود و حدوث و صيغة و ترتيب ما ليس بخطاب، فلا بدّ من أمر زائد به كان خطابا، و هو قصد المخاطب. و لهذا قد يسمع كلام الرّجل جماعة و يكون الخطاب لبعضهم دون بعض لأجل القصد الّذي أشرنا إليه المخصّص لبعضهم من بعض، و لهذا جاز أن يتكلّم النائم، و لم يجز أن يخاطب، كما لم يجز أن يأمر و ينهى.
[الثاني: أقسام الخطاب]
و ينقسم الخطاب إلى قسمين مهمل و مستعمل.
فالمهمل: ما لم يوضع في اللّغة الّتي أضيف أنّه مهمل إليها لشيء من المعاني، و الفوائد.
و أمّا المستعمل: فهو الموضوع لمعنى، أو فائدة. و ينقسم إلى قسمين.
أحدهما: ما له معنى صحيح و إن كان لا يفيد فيما سمّى به كنحو الألقاب مثل قولنا: زيد و عمرو، و هذا القسم جعله القوم بدلا من الإشارة و لهذا لا