responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 92

فإذا استقرّت علاقة الإنسان بالله على أساس العبودية وما تستتبع من الانكسار والتضرّع والتذلّل بين يدي الله ، فسوف لا يملكه العجب ولا يكبر لديه ( الأنا ) ، وتغلب عليه صفة العبودية حتى تكون الصفة البارزة في كل تحرّكاته وتصرفاته .

ولقد كانت صفة العبودية بارزة في رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) حتّى في طريقة جلوسه وكلامه ، وكان يكره أن يتميّز عن الآخرين في مجلس أو حركة ، فعابت عليه ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) امرأة ـ كانت مشهورة بسوء الأدب ـ هذه الخصلة ، وقالت له ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) :

كل شيء فيك حسن إلاّ إنّك تجلس مجلس العبيد ، فقال لها (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعفوية وبساطة : ( ومن أعبد منّي ؟ ) ، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) في صفة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) :

( ولقد كان ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ يأكل على الأرض ، ويجلس جلسة العبد ، ويخصف بيده نعله ، ويرقّع بيده ثوبه ، ويركب الحمار العاري ، ويردف خلفه ، ويكون الستر على باب بيته ، فيكون فيه التصاوير ، فيقول :

يا فلان ، غيبيه عنّي ؛ فإنّي إذا نظرت إليه ذكرت الدنيا وزخارفها . فأعرضَ عن الدنيا بقلبه ، وأمات ذكرها من نفسه ، وأحب أن تَغِيب زينتها عن عينه ؛ لكيلا يتخذ منها رَياشاً ، ولا يعتقدها قراراً ، ولا يرجو فيها مقاماً ، فأخرجها من النفس ، وأشخصها عن القلب ، وغيّبها عن النظر . وكذلك من أبغض شيئاً أبغض أن ينظر إليه ، وأن يُذكر عنده ... ) . [1]

ويحضرني من الشعر في صفة بعض المقاتلين :

سمة العبيد من الخشوع عليهم * * * لـلـه إن ضـمتهم iiالأسـحار

فإذا ترجّلت الضحى شهدت لهم * * * بـيض الـنواصي أنّهم iiأحرار

وواضح أن للعبيد سِمة متميزة واضحة في حركتهم وسكونهم ، ومأكلهم ومشربهم وملبسهم ، وكلامهم وسكوتهم .

يحكى عن بعض العارفين الزهاد المشهورين أنّه كان قبل أن يتوب من أهل


[1] نهج البلاغة ، الخطبة رقم : 160 .

نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست