responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 80

اسْتَغْنَى ) . [ العلق : 6 ] . وهذه الآية تصوّر ، بصورةٍ واضحةٍ ودقيقةٍ ، كيف تتحوّل النعمة في حياة الإنسان إلى إحساس بالغنى ، وشعور بالانفصال عن الله ، وبالتالي الطغيان .

وهذه الحالة من الأنانية ، وبروز الأنا ، وما يستتبعه من التباهي والتفاخر والتكاثر ، ظاهرٌ في هذه الفقرة من الحوار الوارد في القصّة : ( أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزّ نَفَراً ) . ومكافحة هذه الحالة من الطغيان : بتكريس الفقر إلى الله ، وتحجيم الأنا وتحديده ، والمنع من بروزه .

وفي التصوّر الذي يقدِّمه إلينا القرآن عن ( الأنا ) وطريقة التعامل معه يعتبر إطلاق العنان للأنا من الظلم الذي يمارسه الإنسان على نفسه ، حيث يقطع الإنسان نفسه عن الله ، وهو من أقبح أنواع الظلم الذي يمارسه الإنسان على نفسه .

ولذلك ، فإنّ القرآن يقول عن صاحب الجنتين : ( وَدَخَلَ جَنّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لّنَفْسِهِ ) .

ولهذا الظلم وجهان اثنان :

الوجه الأوّل : الانشداد إلى متاع الحياة الدنيا ، وطول الأمل فيه ، حتى كأنّه لا يبيد ولا يفنى : ( قَالَ مَا أَظُنّ أَن تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً ) . وهو أمر طبيعي ، فإنّ الإنسان إذا شدّ كل حبال نفسه بالدنيا ودّ لو لم ينقطع عن الدنيا ، وتبقى له ولا تبيد ، وهو بمعنى طول الأمل .

والوجه الثاني : قطع الرجاء والأمل عن الله في مقابل طول الأمل بالدنيا ، حتى كأنّ الساعة لا تقوم ، وإلى هذا الإحساس الباطني المكتوم تشير الآية الكريمة : ( وَمَا أَظُنّ السّاعَةَ قَائِمَةً ) . وهذان وجهان لحقيقةٍ واحدةٍ ، لا يمكن التفكيك بينهما .

والفصل الأخير من مأساة ( الأنا ) في هذا الحوار أنّ الإنسان عندما يسترسل في الطغيان يتحوّل عنده ـ بالتدريج ـ الشعور بالفقر إلى الله إلى إحساس بالاستحقاق على الله .

( وَلَئِن رّدِدتّ إِلَى‌ رَبّي لأَجِدَنّ خَيْراً مِنْهَا مُنقَلَباً ) فهو يفترض أنّه في الآخرة ـ لو قامت الساعة ـ لا يقلّ مالاً وولداً عنه في الدنيا ، بل يجد فيها خيراً ممّا يملك في الدنيا منقلباً .

نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست