2 ـ المال والسلطان يعرّضان الإنسان للفساد والطغيان والعجب : ( كَلاّ إِنّ الإنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَآهُ اسْتَغْنَى ) . [ العلق : 6 ]
وذلك أنّ المال والسلطان يصيبان الإنسان بالعجب والغرور ، ويحجبانه عن الله تعالى ، وأنّ ما يرزق الله تعالى عباده من مال وسلطان لَحَري أن يدعو الإنسان إلى الشكر والارتباط بالله سبحانه ، إلاّ أنّ الإنسان قد يحوّل المال والسلطان في حياته إلى أداة للقطيعة مع الله والسُّكْر ؛ ومن ذلك يكون المال والسلطان أداة للفساد والطغيان والعجب والغرور في حياة الإنسان .
يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) ـ في أولئك الذين أفسدتهم النعمة والمال والسلطان ـ : ( ذلك حيث تسكُرون من غير شراب ؛ بل من النعمة والنعيم ) . [1]
ومن عجبٍ أن يَسكُر الإنسان ولكن من دون شراب ، بل من النعمة والنعيم ، وإنّها لحريٌّ أن تكون سبباً للوعي واليقظة في حياة الإنسان .
3ـ وإذا فسد الإنسان انتزع الله تعالى منه المال والسلطان ، بعد أن يمهله ويمدّه في الطغيان : ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمّرْنَاهَا
[1] نهج البلاغة ، شرح وفهرسة د. صبحي صالح ، 1 : 277 ، خطبة 187 .