وهذه الجملة من الآيات الكريمة لها دِلالات عجيبة في ترسيم سنّة الله تعالى في تداول الأيام ، والقوّة والسلطان ، والسيادة بين الناس ، وهي ترسم لنا دورةً كاملة للتاريخ في حركته المستمرة الدائبة ، ونلاحظ نحن في هذه الحركة الأصول التالية ـ التي ترسم لنا سنن الله في التاريخ ـ :
1ـ أنّ القوة والمال تتبعان دائماً الصلاح والتقوى ، وكلّما حلّ بقوم الصلاح حلّت معه القوة والسلطان والمال ، بعكس ما يتصوّر الناس ـ عادةً ـ من أنّ الإنسان يكسب القوّة والمال بالعدوان والغش والظلم والفساد ، والقرآن يؤكد كثيراً ، وفي تعبيرات مختلفة ، هذا المعنى : ( وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتّقِينَ ) . [ الأعراف : 128 ]