responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 34

وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) ، [ البقرة : 250 ] .

كيف نعالج الخوف والضعف ؟

تعميق الإحساس بوراثة الأنبياء والصديقين يمنح الإنسان مثل هذا الثبات والثقة والقوّة لمواجهة التحديات والنكسات التي تحدث أحياناً في صفوف المؤمنين ، ويَحول دون أن تتحوّل النكسة إلى هزيمة نفسية . وهذا إجمال لابدّ له من تفصيل ، وإشارة لابدّ لها من تحديد وتشخيص ، وإليك هذا التفصيل :

1ـ قد تثير قوّة العدو وضخامة إمكاناته ، وكثرة عدده ، وضعف إمكانات القلّة المؤمنة إحساسا بالضعف والنقص في نفوس المؤمنين ، ولكن الأمر يختلف كثيراً عندما ينظر المؤمنين إلى أنفسهم من خلال موقعهم الحضاري من التاريخ ، ويعرفون أنّهم جزء لا يتجزّأ من هذه المسيرة الربانية الممتدّة على امتداد التاريخ كلّه .

فإنّ هذا الخط هو الدين القيّم الذي قوّم مسيرة البشرية وحركة التاريخ منذ اليوم الأوّل إلى اليوم الحاضر ، ولم يزل هذا الخط منذ نشأته في عمق الفطرة البشرية ـ إلى أن تولاه أنبياء الله بالرعاية ـ قائماً في حياة البشرية ، وقيّماً على حياة الإنسان وسلوكه وتاريخه .

وليست المعاناة ، والعذاب ، والتشريد ، والتهجير ، والقتل ، والضغينة ، التي يجدها الداعية في حياته الرسالية من جانب أئمّة الكفر وأتباعهم شيئاً جديداً في حياتهم ، بل هي جزء من ميراثهم الضخم الذي يرثونه كابراً عن كابر .

ومن هذا التراث الكبير يجد المؤمن دعماً وسنداً روحياً يخرجه عن الشعور بالوحشة والانفراد والضعف ، ويجد في معاناة سلفه الذين سبقوه في الإيمان والدعوة عزاء وسلوة ، ويرى فيهم قدوة صالحة لنفسه .

كلّ ذلك يبعث في نفوس المؤمنين العاملين الإحساس بالقوّة والعمق والامتداد ، ويشعرهم بالعزاء والسلوى فيما يلقَونه من عذاب ، ويشعرهم بتأييد الله تعالى للمسيرة كلِّها .

نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست