ولا تخصّ هذه العوائق ونقاط الضعف نفوس المنافقين والصغار من المؤمنين فقط ، وإنّما تشمل المؤمنين الذين امتحن الله قلوبهم للإيمان أحياناً .
فقد أثَّرت نكسة ( أُحُد ) في نفوس المؤمنين الأشدّاء الذين امتحن الله قلوبهم ونصرهم الله ببدر ، إلاّ القليل منهم ، الذين ثبتت نفوسهم في نكسة ( أُحد ) ولم يضعفوا ولم يتزلزلوا ، وعن هؤلاء يقول تعالى بعد معركة أُحد :
وهذه بعض الأمثلة والشواهد من نقاط الضعف والعوائق الكامنة في نفوس الناس ، والتي تختفي ساعات اليسر والإقبال ، وتبرز بروزاً قوياً ساعات العسر والشدّة .
وإنّ هذه العوائق لتحيط الدعاة إلى الله ، تعيق سيرهم ، وتدفعهم إلى صفوف المتخلّفين والمنافقين والضعفاء ، ولابدّ للدعاة من أن يروّضوا أنفسهم كثيراً لاجتياز هذه العوائق ، ما كان منها على الطريق أو في داخل نفوسهم ، وأن يدعوا الله تعالى ليمدّهم من عنده بقوّة وصبرٍ وثباتٍ ، يستطيعون به أن يواجهوا هذه العقبات والفتن على طريق ذات الشوكة .