responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 17

الولادة الجديدة :

تنتهي عند هذا الحدّ دورة التاريخ عبر مراحل : الولادة ، والمعاناة ، والابتلاء ، والاستقامة ، والنعمة ، والاندراج ، والمَحْق ، والهلاك .

إلاّ أنّ الله تعالى لا يُبقي حركة التاريخ عاطلة ، فيبعث سبحانه وتعالى هذه الحركة في حياة الإنسان على وجه الأرض من جديد بولادة جديدة لأمةٍ من الأُمم ، يختارها الله تعالى لاحتضان رسالته وحملها إلى البشرية بين سائر الأمم.

إذن ، الولادة الجديدة ليست بمعنى ظهور أمّة على وجه الأرض ؛ وإنّما هي بمعنى ظهور الرسالة الإلهية والحركة على خط هذه الرسالة في إحدى الأمم ، يختارها الله تعالى لهذه المهمّة فتنهض بها هذه الأمّة دون سائر الأمم .

وهذه سنة من سنن الله تعالى لِئلاّ تتعطل حركة التوحيد على وجه الأرض ، ولا تنتهي هذه الحركة بمَحْق الأُمم وهلاكها .

والأمّة الجديدة التي اختارها الله تعالى لاحتضان رسالته وتبنّيها وحملها إلى البشرية تتحرّك على نفس النهج السابق من السنن الإلهية .

وهذا النهج يتلخّص في حركتين : حركة صاعدة ، وحركة دائرية :

والحركة الصاعدة : هي الحركة التي ترتفع بالأمّة إلى الله تعالى في مسيرة تصاعدية ، ابتداءً بولادة الأمّة واستخلافها ، ثمّ التعرض للابتلاء والمعاناة ( لَعَلّهُمْ يَضّرّعُونَ ) ، ثمّ الاستقامة والتقوى ، والاستقامة والتقوى يستتبعان المال والسلطان ، وللمال والسلطان دور مباشر في إثارة الذكر والشُّكر والعرفان ، بالحمل في القلوب والنفوس السليمة ، وكل ذلك من عوامل التقوى وأسباب الصعود والقرب إلى الله تعالى .

ومن خصائص الشكر أنّه يزيد من نعمة الله تعالى ( المال والسلطان والعافية ) : ( لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنّكُمْ ) . وزيادة المال والسلطان والعافية تصعّد درجة الشكر والذكر في النفوس والقلوب السليمة ، وهكذا يتسلسل الإنسان في حركة تصاعدية

نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست