responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 16

كان هذا الشطر هو المنفعل اتجاه إرادة الإنسان ، والآية الكريمة تتألف من حقيقتين :

حقيقة حتمية لا سبيل للإنسان إلى تغييرها وتبديلها : وهي الجزء المتعلِّق بإرادة الله تعالى بتغيير الأوضاع المادّية والمعيشية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية للأمّة .

وحقيقةُ إرادةٍ تابعةٍ لاختيار الإنسان : وهي الجزء المتعلِّق بإرادة الإنسان لتغيير نفسه ، والذي يستتبع ـ بشكل ضروري ـ التغييرات الحتمية من القسم الأوّل .

العلاقة بين الجانب المادي والمعنوي من حياة الإنسان :

والمسألة الثانية التي لابدّ أن نشير إليها بهذا العلاقة الوثيقة بين الشطرين ، المعنوي والمادّي ، من حياة الإنسان ، فليس هذان الشطران من الحياة أجنبيين عن بعض ، كما يتصوّر بعض الناس ، بل هما مرتبطان ببعض ارتباطاً وثيقاً ، والجانب المعنوي من شخصية الإنسان والأمّة يؤثّر تأثيراً مباشراً وقويّاً في الجانب المادي ، ولا يصحّ فصل هذين الجانبين عن بعض ، ولا يصح تجزئة شخصية الإنسان والأمّة إلى جزأين منفصلين ، لا علاقة بينهما .

يقول تعالى :

( وَلَوْ أَنّ أَهْلَ الْقُرَى‌ آمَنُوا وَاتّقَوا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السّماءِ وَالأَرْضِ وَلكِن كَذّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) [ الأعراف : 96 ] .

ولكلٍّ منهما تأثير على الطرف الآخر ، إلاّ أنّ الجانب المعنوي يبقى هو الأساس لشخصية الإنسان ، بعكس النظرية المادية التي تنفي وجود أيَّ تأثيرٍ للجانب المعنوي من شخصية الفرد أو الأمّة على الجانب المادي ، إن لم يكن الأمر بالعكس ، أي : أن يكون الجانب المادّي هو الذي يؤثِّر على الجانب المعنوي ويكوّنه .

نام کتاب : ميراثان في كتاب الله (العُجب) نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست