حدث منذ زمن أن أحد أهالى العرب المتدينين خرج ليزور قبر النبى (صلى اللّه عليه و سلم) و بينما كان سائرا بين عربان قبائل عوف اعتلت صحته فاضطر أن ينزل ضيفا عند أحد أفراد القبيلة المذكورة. و قد أكرمه صاحب البيت أعظم إكرام و رعاه كأعظم رعاية، و وهب له جملا لركوبه و قد سر الضيف من هذه العناية فى الاستضافة أعظم سرور و لما كان مضطرا أن يقابل هذه المجاملة بمكافأة طلب من صاحب الدار سكينا «على أن يظل حكمه و تأثيره باقيا ما لم يبتعد عن الحق و أن ينتقل من بعده لأولاده و أحفاده» ثم أدخل هذا السكين فى داخل النار الموقدة فى مكان خال من الناس حتى احمر أشد الاحمرار ثم أخرجه من النار، و تلا عليه بعض الأوراد و لعقه بلسانه و جعل صاحب الدار أيضا يلحسه. و بعد ما أثبت الضيف أن هذا السكين لن يضر لسان صاحب البيت بالفعل.
ثم أراد أن يبين أن هذا الفعل منحصر فى الصدق و الاستقامة فقط، و قال لصاحب البيت «خذ هذا و احفظه فى مكان أمين و عندما أطلبه منك أنكر ذلك قائلا: «لا ليس لى علم بمثل هذا الشىء».
فأعطى لصاحب البيت شيئا ما، و بعد مدّة رجع و قال له «كنت أعطيت لك كتابا بالحفظة إننى محتاج إليه الآن فأحضره لأننى أريد أن أطلع عليه» فرد عليه صاحب البيت مجيبا لا! إنك لم تعطنى كتابا و لا غيره لا بد أن فى الموضوع خطأ.
عندئذ أخرج الضيف ذلك السكين المحمر من أثر النار، و قال له إذا كنت لم تأخذ الكتاب الذى أعطيته لك العق هذا السكين! و عندما لعق الرجل السكين احترق لسانه إلا أن الضيف سقاه قطرة من الماء فانتفخ المكان المحروق و التئم مباشرة.
و قد تعجب صاحب البيت من حالة هذا الرجل و استعظم الخواص التى رأها
[1] مشهور بين أبناء المنطقة الشمالية الشرقية فى مصر باسم «البشعة».
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 5 صفحه : 278