نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 5 صفحه : 104
الصورة الثالثة فى بيان ظهور طائفة القرامطة
لما كانت الروايات كثيرة فى بداية ظهور القرامطة و لما سيذكر ما يلزم ذكره فى مكانه فيما يأتى فلا داعى لتفصيله هنا.
بناء على رواية أن شرارة شر وفتن هؤلاء الخونة اشتعلت فى سنة 261، و فى زمن المعتمد على اللّه، و على رواية أخرى فى عصر الخليفة المعتضد باللّه سنة 289، و أخمدت سنة 373، أو فى سنة 376 أى فى عصر الطائع باللّه و على قول سنة 384 أى فى ابتداء خلافة القادر باللّه.
و بناء على هذا التقدير فإن الخبثاء القرامطة استمروا فى إجراء شقاوتهم ثمانين عاما أو مائة و ثلاثة عشرين عاما إلا أنهم لم يستطيعوا أن يقيموا حكومة قوية فى هذه المدة.
أول من ظهر من القرامطة أبو سعيد حسن بن بهرام الجنابى. و كان هذا الخبيث من أهالى قرية جنابة القريبة من أهواز و كان يعمل بالبصرة وزانا. و ذهب فى فترة إلى بلاد البحرين حيث تظاهر بالتقوى و التدين و اخترع اعتقادات عجيبة باطلة و خدع الناس و انقاد له بعض الحمقى من العربان و البلهاء و بايعوه.
و كانت غاية أبى سعيد من فعله هذا أن يحلّ ما حرمه الشرع، و أن يخرج بهذه الدسيسة إلى حيز العمل، لأن التمرد الذى فى ضميره لم يكن جائزا شرعا، و كان يعرف أن الناس لن يصدقوه و لن يتبعوه.
و فى الواقع أضل بعض القرامطة مثل على بن يعلى الذين لا يبالون بالدين كثيرا، و استولى على مدينة القطيف حربا أولا ثم هجم على نواحى البحرين و نهب أموال سكانها و اغتنمها، و قتل خلقا كثيرا و هكذا أجرى حكمه الظالم الشقى حسبما يريد.
و أطمع شخصا يسمى يحيى بن ذكرويه، و أخرجه ليضر الناس و هو يجول
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 5 صفحه : 104