responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 96

و ابنه إسماعيل- عليهما صلوات اللّه- إلا أن مجاورة حافظة الجواهر و البر و الفضل- عليه التحية- بالغدو و الآصال عندما أسندت إليه الرسالة أضافت علوا و شرفا لهذه البلدة و إن كان هذا لا يقبل الإنكار إلا أن شرف مجاورة النبى (صلى اللّه عليه و سلم) قد زال بعد الهجرة، و اكتسبت المدينة المنورة بالهجرة مزية حقيقية فوق العادة.

و إذا قيل، لماذا لم تنل الأشياء الأخرى التى جاورت النبى (صلى اللّه عليه و سلم) هذا الشرف و لعل الأفضلية ليست وقفا على الملاصقة بل إن هذه الأرض التى دفن فيها الرسول (صلى اللّه عليه و سلم) أصبحت جزءا من جسم الرسول و لأجل ذلك كسبت المدينة المنورة أفضلية و رجحانا على الأماكن الأخرى لأن الملك الموكل بعجن طينة الإنسان قد قسمها إلى ثلاثة أقسام فيضع أحدها فى رحم الأم عند سقوط النطفة و يضع الثانى فى الأراضى الخصبة التى سيعيش عليها فى حياته، و يلقى بالقسم الثالث فى المكان الذى سيدفن فيه، و مادام التراب الذى التصق بأعضاء النبى المكرم قد كان جزءا انفصل من جسمه فمرقد صاحب الرسالة المؤيد بالفيض النبوى، يرجح قطعا من حيث الشرف على مكة المكرمة. و هذا هو سر رجحان تراب المدينة المنورة العاطر الذى التصق بالجسم النبوى الميمون، من المدينة التى دفنت فيها الرحمة، و حكمة هذه الأفضلية ترجع إلى أن أجر و مثوبات الأعمال الصالحة فى إحداهما أكثر من الأخرى.

و قال الرواة الذين أيدوا الإمام مالك فى رجحان المدينة المنورة على مكة المكرمة فى ضمن إثبات مدعاه- قال مؤلف كتاب الوفاء- نقلا عن كعب الأحبار عندما أراد اللّه القادر المطلق أن يخلق و يوجد نور صاحب الرسالة الأقدس أمر جبريل الأمين أن يجهز و يهيئ العنصر المحمدى اللطيف- عليه أفضل التحية- وجد جبريل الأمين قبضة من التراب الأبيض و أحضره، و لما كان هذا التراب الطاهر موقع مرقد سيد البشر خمر و عجن جبريل ذلك التراب بماء الجنة الزلال و عرف أنه عنصر محبوب اللّه- عليه أجمل التحايا- و امتلأ عجبا إذ تأمل أهمية قدره و جلالة و عظمة و فضل جوهره، و لم يكن سكان عالم السماء حتى ذلك الوقت قد سمعوا حتى اسم أبى البشر- (عليه سلام اللّه )الأكبر.

نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست