نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 95
الصورة الثانية فى ذكر الروايات التى نقلت من الآثار الموثوقة و الأخبار الصحيحة فى فضل و رجحان المدينة المنورة على سائر الممالك.
لا يخفى على أهل الرأى المخلصين أن التراب الطاهر الذى التصق بجسم نافع الكونين المحمدى فى المدينة المنورة أفضل من جميع بقاع الأرض و حتى من البيت الأعظم و العرش المعظم، و لأجل ذلك يفضل العلماء الأجلاء المضجع الجليل المقدس على السماء التى تفوق الأرض فى الأفضلية و الرجحان.
و إن كان لا يشك فى أفضلية مكة المكرمة و المدينة المنورة على البلاد الأخرى و رجحانهما، إلا أن المسألة الأصلية فى رجحان أحدهما على الأخرى و ترجيحها.
بعد أن اختلف علماء الأسلاف فى هذه المسألة كثيرا رأى عمر بن الخطاب و كثير من الذوات المحترمين من الأصحاب الكرام و علماء البلدة المقدسة الطيبة تفضيل المدينة المنورة على مدينة مكة المعظمة و قال الإمام أحمد إن هذا الاختلاف فى الأماكن الأخرى من مكة المكرمة، لأن البقعة المحترمة (كعبة اللّه) أفضل من مرقد رسول اللّه.
و بهذا الحكم فضلت مكة المكرمة على المدينة المنورة، قد رأى الإمام مالك صواب القول الأول و قال إن المدينة أفضل من مكة المكرمة لأن التراب الذى يلتصق بجسم صاحب الرسالة محمد (صلى اللّه عليه و سلم) أشرف و أجل من رجحان جميع بقاع الأرض المنيرة، و الفقرة الثانية من ادعائه أى أن التراب العاطر الذى يلتصق بجسم المصطفى (صلى اللّه عليه و سلم) مفضل على جميع البقاع الأرضية قد صدقت من قبل جميع الأئمة.
إن البلدة المقدسة البطحاء قد اكتسبت شرفا سابقا بالاستناد إلى حضرة إبراهيم
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 95