نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 61
حتى تكاد المدينة طيبة الشهيرة تمتلئ رحباتها يقيمون فى خشوع و خضوع ثلاثة أيام بلياليهن أمام قبر النبى (صلى اللّه عليه و سلم) و ينشدون القصائد و المدائح دون توقف و هى قصائد فى مدح النبى (صلى اللّه عليه و سلم) ذات أثر بالغ فى النفوس و أناشيد دينية:
مرحبا بك يا محمد* * * مرحبا مرحبا مرحبا
إلى آخره.
و ينتحبون بشدة من أثر مهابة المجلس الذى يعقدونه فى داخل حرم مسجد السعادة إذ يقف من يشهده شعر جسمه من غلبة المحبة المصطفوية عليه و يسفح من عيونه دموع الحيرة و هو صامت ساكن.
و اليوم الرابع لورود الطائفة المذكورة تحل ليلة المعراج و بعد أداء صلاة العصر يوضع كرسى مزين فى ساحة باب الرحمة فيجلس عليه شخص رخيم الصوت جميله و يأخذ الشخص فى تلاوة منظومة «المعراجية» بصوت حزين ذات تأثير و يلقى فى قلوب السامعين نار الوجد و المحبة و يغادر الكرسى.
و يجتمع بمنطقة المعراج المبارك كافة أفراد الزوار من الرجبية و أعيان و أشراف البلدة فيمتلئ مسجد السعادة لآخره من الداخل و الخارج حتى يكاد يتحول إلى ساحة عرفات ذات الفيوضات و يهتز كل ركن منه بصياح و نحيب الموحدين حتى غروب الشمس.
و لما كان ينتظر وقوع بعض الفوضى و الفساد نتيجة لهذا الزحام الشديد قد وضع بعض العساكر و رجال الشرطة حتى يحولوا دون حدوث ذلك و تتشكل هذه الجماعة فى الطرف الغربى من حديقة الرسول و قارئها شخص واحد منفرد.
و سواء أكان فى الاحتفالات بالمعراج أو المولد الشريف تنصب خيمة فى خارج مسجد السعادة حيث تجهز المشروعات و يسقى الجماعات الذين فى داخل المسجد بأوان خاصة بالمياه. و تظل هذه الخيمة فى مكانها حتى تتفرق الجماعة تماما.
و من العادات القديمة فى هذين الاحتفالين إرسال شراب حلو إلى منازل ألفين من الموظفين و الأهالى ففى الوقت الذى ستزال فيه الخيمة ترسل إلى دائرة
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 61