نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 51
ورجوا منه أن يسمح لهم بإجراء أحكام عاداتهم السابقة و أصروا عليه. فقال لهم عادل باشا موافقا: «اعملوا و تصرفوا وفق عاداتكم القديمة» و الآن يتصرفون كما كانوا يتصرفون من قبل.
و عندما يقترب المساء و قبل حلول وقت صلاة المغرب بعشر دقائق يشير الموقدون إلى الفراش الذى عين لإيقاد الشموع و الذى ينتظر تحت محفل المؤذنين فيعلن هذا الفراش بصوت مرتفع حلول الوقت قائلا: «بسم اللّه» و عندئذ يجتمع الخدمة كلهم و قد سمعوا الصوت عند شيخ الحرم النبوى و يقفون أمام قبر الرسول (صلى اللّه عليه و سلم)، فيرفع شيخ الحرم يده داعيا وفقا للأصول و يخرج من خزانة الشموع الشمعدانين الذهبيين فيعطى أحدهما لشيخ الحرم و الآخر لنائب الحرم فيدخلان إلى حجرة السعادة، و يسيران فى داخل الحجرة المعطرة بكل أدب و تعظيم و يضع شيخ الحرم أحد الشمعدانين ناحية رأس النبى (صلى اللّه عليه و سلم) و الآخر ناحية قدميه، و بعد أن يتمسحا بقبة قبر الرسول (صلى اللّه عليه و سلم) يخرجان. ثم يدخل شيخ الحرم إلى الحجرة الشريفة مرة أخرى بعد أن يعطى لشيخين شمعتين مدببتين لإيقاد قناديل الحجرة و إناء مدببا من النحاس [1] لكل واحد منهما.
و من القوانين القديمة و مقتضياتها أن من يضع الشمعدان الذى يوضع بجانب رأس النبى (صلى اللّه عليه و سلم) هو شيخ الحرم و أن يدخله بذاته، كما أن الشمعدان الذى يوقد بجانب قدمى النبى (صلى اللّه عليه و سلم) يدخل من قبل نائب الحرم و يخرج كذلك. كما أن القوانين المرعية أن يحمل خازن خزانة الحرم فى أثناء ذلك مبخرة و ينهمك شيخ الفراشين بالدعاء؛ إلا أن نقل المبخرة الذى يستوجب الفخر و إن كان خاصا بالخازن قد شوهد أحيانا قاضى المدينة المنورة و مدير الحرم السعيد قد حملاها متناوبين.
بعد أن يؤدى شيخ الحرم و نائب الحرم مهمتهما مصلين مسلمين يعودان متقهقرين أحدهما من يمين القبر و الآخر من يساره، و بما أن الأشخاص المكلفين بإيقاد القناديل يؤدون مهمتهم و معهم المشار إليهما، يؤذّن بعد ذلك و ينصرف كل واحد إلى جهة لأداء الصلاة.