نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 48
الشأن فالذين ينالون هذه السعادة من الأمور الطبيعية بالنسبة لهم أن يقوموا بأعمالهم بالوجد و الحب و الحرص الشديد على أداء أعمالهم على خير وجه؛ لذا يجتمع الفراشون بمسجد السعادة و الآخرون من المخلصين و المحبين بعد أداء الصلوات المكتوبة كل صباح أمام مخزن الزيت [1] الكائن فى نهاية مسجد السعادة فيدعون حسب العادة.
و بعد إتمام الدعاء يذهبون فى تؤدة إلى الروضة المعطرة و هم يصلون و يسلمون و قد أخذ كل خادم إناء نحاسيا صغيرا و دستة من فتيل مزيت و بعد أن يعطوا لأربعة منهم إبريقا مزينا مملوءا بزيت الزيتون.
و لما كان فى أيادى أغوات الحراسة الذين يسيرون أمام الفراشين عصيان ذات كلاليب فكل واحد منهم ينزل القناديل الخاصة به و بعد أن يغير [2] الفراشون الذين بجانبهم فتائلها يعلقونها فى أماكنها، ثم يصلون صلاة الإشراق و يعودون إلى أماكنهم. و بعد أن ينتهى الفراشون من مسح القناديل و تغيير فتائلها و الكناسون من كنس الحرم الشريف ينادى أحد الخدم الذين اجتمعوا أمام الباب الشامى «يا كناس» و كأنه يريد أن يبين لزملائه أن وقت كنس الحجرة المعطرة قد حان، و يسرع الكناسون للاجتماع أمام الباب الشامى من الحجرة المعطرة و يدخلون فى الحجرة المنيفة و يكنسونها و هم يوحدون و يهللون ثم يخرجون.
تأديب الأغوات المتهمين:
من مقتضيات الأصول المرعية أن يقف الأغوات كلهم من خبزيين و العجمى حسب رتبهم مصطفين بعد الانتهاء من خدماتهم فى تنظيف الحجرة اللطيفة و المسجد الشريف، كما سبق تحريره، و ذلك لتأديب الأغوات المتهمين. و يأتى الأغا الذى كانت عليه نوبة الحراسة بالمتهمين فى الميدان و ينسحب إلى مكانه و عندئذ يتقدم أحد ضباط الأغوات عدة خطوات و يقدم للمتهم بعض النصائح ثم يأمر بإحضار العصا كما أن استجواب المتهمين و محاكمتهم يتمان فى مكان آخر