responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 315

و حينما ارتحل النبى (صلى اللّه عليه و سلم) شرع أهل المدينة عقب ذلك يأخذون من ترابه العنبرى مقدارا من التراب للاستشفاء و بهذا جعلوا قبر الرسول منقوبا محفورا، و لما كانت هذه الحال مخلة بأدب التعظيم، فقامت الصديقة- رضى اللّه عنها- ببناء حائط حول مضجع السعادة حتى يحافظ عليه، و قام أصحاب الإخلاص بثقب هذا الحائط أيضا إلا أن الصديقة قد سدت هذه الثغرة أيضا و من هنا ظل قبر الرسول فى جهة من الجدار المبنى و ذاتها السامية فى جهة أخرى من الجدار، و بهذا قسمت الحجرة المعطرة إلى جزأين، و كانت المشار إليها حينما تزور قبر الرسول و تنظفه بالكنس لم تكن تتستر و تظل مكشوفة، و لما توفى والدها و دفن بجانب النبى (صلى اللّه عليه و سلم) ظلت على تلك الحالة إذ كانت تدخل فى الحجرة بدون حجاب، و لكن بعد ما دفن فيها عمر بن الخطاب بعد موته كلما كانت تذهب ناحية قبر السعادة كانت تتستر لأن حضرة الفاروق لم يكن محرما، أى أنها لم تزر الحجرة بعد دفن عمر فيها مكشوفة دون حجاب.

و ظل مربع مرقد السعادة إلى أن وسع عمر بن عبد العزيز المسجد الشريف على الهيئة التى جددها عبد اللّه بن الزبير عليها يعنى ظل مكشوفا و بالباب، و قد أحاط عمر بن عبد العزيز كما سبق ذكره أعلاه، السور المنخفض الذى بناه عمر بن الخطاب حول مرقد السعادة بجدار متين؛ و حتى لا يكون هذا الحائط شبيها بالكعبة المعظمة بناه على شكل شبه مثلث.

و لما كان الجدار الذى أقامه عمر بن عبد العزيز فى غاية الارتفاع و مسقوفا فكانت رؤية القبور من الخارج غير ممكنة، و قد جعل أحد جهات ذلك الجدار على شكل شبه مثلث بناء على رأى عروة بن الزبير و اجتهاده، إذ تذكر الوليد بن عبد الملك الإهانة التى لحقت بالحسين بن على- رضى اللّه عنه- من أسافل الناس بسبب جنازة أخيه الحسن بن على- رضى اللّه عنهما- و فكر فى إحاطة مربع مرقد السعادة بجدار قوى الأساس ليحجب القبور الثلاثة عن أعين الناس، و يخيفها و كتب الأمر و الكيفية إلى أمير المدينة عمر بن عبد العزيز، و حينما أخذ عمر بن عبد العزيز الرسالة التى كتبت بهذا الخصوص استهجن تنفيذ هذا الأمر

نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست