responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 265

إلى المسجد فى خطبته الثانية فأسرع الأصحاب بسدها كلها و قال بعض الرواة إن الباب الذى استثنى عن السد هو باب على بن أبى طالب، و لما كان بيته بجانب المسجد لم يكن له باب آخر، و نقلوا بخصوص سد الأبواب كثيرا من الأحاديث المتباينة، و قد ورد فى بعض تلك الأحاديث استثناء باب أبى بكر الصديق و فى الأحاديث الأخرى استثناء باب على بن أبى طالب، و إذا ما قيل إن الأمر الذى صدر بسد الأبواب كان فى خطبتين استثنى فى الأولى سد باب أبى بكر الصديق و فى الثانية باب على بن أبى طالب، و بهذا نكون قد وفقنا بين الروايات المختلفة، و كان الأمر بسد الأبواب كان نظرا لما سيحدث من الانقلابات فى الأزمنة الآتية، لأنه كان قد فتح لجميع المنازل التى حول المسجد أبوابا تنظر إلى المسجد الحرام، فإذا لم تكن الأبواب قد سدت كانت المنافسة التى ظهرت قليلا رويدا كانت تؤدى إلى توسيع المنازل و عندئذ ستلتصق جدران المنازل بجدران مسجد السعادة، و هذا قد يؤدى إلى الحريق، كما أن صياح الأطفال و مشاجرتهم كانت ستسلب راحة بال جماعات المصلين كما أن ترك تلك الأبواب مفتوحة ستؤدى إلى محاذير مضرة، و إذا ما قيل إن فى هذه الحالة كان يقتضى الأمر سد باب على بن أبى طالب كغيره من الأبواب التى طلب (صلى اللّه عليه و سلم) سدها فما السبب فى تركه مفتوحا؟ أجيب: إن دار على بن أبى طالب كانت متصلة بالمسجد الشريف و لم يكن لها باب آخر يفتح إلى جهات أخرى و بما أنه كان محتاجا لباب للدخول و الخروج ترك بابه مفتوحا.

و قد انزعج الأصحاب الكرام من انسداد الأبواب و تأثروا متألمين و من هنا أخذوا من النبى (صلى اللّه عليه و سلم) إذنا بفتح نوافذ صغيرة فى بيوتهم، و سدوا أبوابهم و فتحوا نوافذ صغيرة، و لكن النبى (صلى اللّه عليه و سلم) أمر قبل وفاته بسد تلك النوافذ أيضا و ترك نافذة أبى بكر الصديق مفتوحة، و كأنه ألمح بهذه الإشارة الخفية لزوم بيعة المشار إليه و الإسراع بتصديق خلافته.

نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 265
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست