نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 257
بين عمودين من أعمدة المسجد و من رأى ذلك اتخذ عادة الإتيان ببعض عناقيد البلح و يضعها بجانب عناقيد البلح المشار إليه، و لما كان هذا النظام الحسن سببا فى إعاشة أصحاب الصفة و تسهيل حياتهم فقد تعمم تقديم البلح حتى أصبح كقانون البلد، و عمل زراع البلد بهذا القانون ذو الفرائد و استمروا على ذلك فى عصر السعادة و هكذا أطعموا حضرات أصحاب الصفة.
و عندما كثرت عناقيد البلح فى مسجد السعادة ربط معاذ بن جبل بين الأعمدة التى تراكمت فيها العناقيد حبلا و علق عليه العناقيد و كان الأصحاب الكرام يهزون العناقيد بعصيهم و يدعون أصحاب الصفة و بعد تناول البلح كان أصحاب الصفة ينصرفون إلى الأروقة التى صنعت من أجلهم فى نهاية مسجد السعادة من جهة الشمال حيث يمضون أوقاتهم فى الطاعة و العبادة.
و استمر توزيع البلح بهذه الصورة إلى أزمنة الخلفاء الراشدين، و لكن فيما بعد كثرت حقول البلح و كثر الغرباء من الوافدين إلى المدينة حيث أصبحت الصفة الخاصة بأصحاب الصفة لا تتسع لإيوائهم و من هنا أخذ ولاة المدينة المنورة ما يتبرع به الزراع من بلح التبرك و باعوا بعضه و اشتروا بعض قرب الماء و النعال و أشياء أخرى و أخذوا يطعمون الفقراء الوافدين فى مواسم الحج طول إقامتهم حسب النظام السابق و أسعدوهم عند عودتهم بإعطاء كل واحد منهم قربة ماء و مقدارا من البلح، و قد ألغى الولاة المتأخرون النظام السابق و أحالوا إدارة الزوار الفقراء إلى دار الضيافة النبوية، و بما أنه لم يبق الآن فى المدينة المنورة، لا الزراع الذين يقدمون البلح لإطعامهم و لا القادرون الذين يعنون بإطعام الفقراء و يفكرون فيه و من هنا فالفقراء الذين نفدت نقودهم و طعامهم لم يجدوا إلا صاحب الرسالة عليه أكمل التحية يعرضون عليه حاجتهم و هكذا ينالون مطالبهم كما سيفصل فى المقال الذى فى خاتمة الكتاب.
و مكان المظلة و الرواق اللذان صنعا خصيصا من أجل أصحاب الصفة الذين يعيشون كما سبق ذكره فى الجهة الشمالية من محراب التهجد و تقع هذه الصفة
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 257