responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 256

كيفية إعاشة أصحاب الصفة:

تعرضت أشجار النخيل فى أواخر عهد السعادة لنوع من الآفات و أشجار النخيل التى أصابها الآفة عندما أشرفت على إظهار ثمارها ذبلت أزهارها و بليت و سقطت على الأرض و أصابت الآفة خمسة و تسعين فى المائة من النخيل، و بهذا الشكل كان رأسمال الملاك و ثروتهم قد ذهبا هباء و محيا تماما. و قام الزراع للقضاء على هذه الآفة بآلاف المحاولات حتى يجدوا حلا سريعا لهذه الآفة، و قاموا فى سبيل ذلك ببعض التضحيات إلا أن سعيهم و جهودهم ذهبت هباء، و إذا ما دامت هذه الحالة أصبح احتمال الحصول على المحاصيل من حدائق المدينة مستحيلا، و من هنا راجعوا طبيب الكائنات- عليه أسبغ التحيات- راجين أن يجد دواء لدائهم. فما كان من النبى (صلى اللّه عليه و سلم) الواقف على أسرار الحكمة إلا أن اتخذ قرارا بأن يأتى كل من أصابت الآفة نخيله بعنقود من البلح صدقة خالصة لأصحاب الصفة و بنية صحيحة، و امتثل للأمر النبوى معاذ بن جبل من سادات الأصحاب و كان أول من امتثل و أسرع بقطف عنقود من البلح الطازج و أتى به إلى مسجد السعادة و بما أن الآفة انقطعت من حديقة معاذ بن جبل إثر هذا العمل و أبلغ الأهالى الرسول (صلى اللّه عليه و سلم) أصدر النبى (صلى اللّه عليه و سلم) تعليماته أن يأتى كل من ابتلى بالآفة بعنقود بلح لتوزيعه على أصحاب الصفة و أعلن ذلك على الزراع.

و من هنا اتخذ أصحاب الحدائق عادة ألا يطعموا أولادهم و عيالهم قبل أن يقدموا عنقودا من البلح لأصحاب الصفة، و استمر أصحاب اليسار و الثروة بعد زوال الآفة فى تقديم البلح إلى مسجد السعادة كصدقة لأهل الصفة متبركين و عدوا هذا العمل كنفع عام و من هنا تنافسوا فى هذا العمل المبارك.

و تولى معاذ بن جبل بحفظ ما يقدم من البلح و أخذ يوزعه على أصحاب الصفة فى أوقات معينة مخصوصة، و كان محمد بن مسلمة من أكابر الصحابة معروفا بالسماحة و السجايا السامية و كان رجلا فاضلا يسلك دائما أحسن المسالك، إذ كان فى باكورة مواسم البلح يأتى بعناقيد البلح التى يجمعها و يضعها

نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست