نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 163
إخطار
إن العجائب و الأمور الخارقة للعادة التى ظهرت من صاحب المعجزات فى خيمة أم معبد غير قابل للتعريف و التفصيل و لا داعى لذكرها هنا لأن أكثرها قد ذكرت و حكيت فى كتب السير، إلا أننا رأينا لزوم ذكر المعجزة الآتية المنقولة عن هند بنت الجون لأنها غير مذكورة فى كتب السير التركية.
المعجزة
قالت هند بنت الجون: «إن الرسول الأكرم (صلى اللّه عليه و سلم) غسل يدى إعجازه الشريفتين فى خيمة خالتى أم معبد ثم تمضمض ثم نثر المياه التى ملأ بها فمه المبارك بجانب جذور شجرة العوسج [1] التى فى خارج الخيمة؛ و لما خرج الرسول الكريم من الخيمة و آن وقت الليل نمنا كالعادة.
و لما أصبح الصبح رأينا أن العوسج قد أصبح شجرة كبيرة مثمرة و عليها ثمار فى لون «الورس» و فى حلاوة العسل ذات رائحة طيبة، و لما ثبت بالتجربة أن الذين يأكلون من ثمار هذه الشجرة يشبعون إذا كانوا جائعين و يرتوون إذا كانوا عطشى و يشفون إذا كانوا مرضى، و النياق و النعاج التى تأكل أوراقها تدر لبنا كثيرا و من هنا أطلقنا عليها اسم المباركة، و لما انتشرت هذه المعجزة بين عربان البادية فإذا ما كان فى أية قبيلة أصحاب الأمراض المزمنة كانوا يأتون لزيارة الشجرة و يأكلون من ثمارها فيشفون من أمراضهم، و بعد خمسة أو عشرة أعوام سقطت جميع ثمار الشجرة و ذبلت أوراقها و عقب ذلك تلقينا خبر ارتحال الرسول (صلى اللّه عليه و سلم) عن دنيانا، و بعد فترة نمت الشجرة و كبرت و أدمت كذلك ما يقرب من ثلاثين عاما، فرأينا فى صباح يوم ما أن ثمارها سقطت و تحولت من أسفلها إلى أعلاها إلى شجرة الشوك، و ذهبت عنها نضارتها و اصفرت و إذا بعلى بن أبى طالب كان قد ارتحل عن دنيانا.
و بعد هذه الواقعة لم تثمر شجرة العوسج إلا أننا كنا نستفيد من أوراقها، و بعد
[1] هى شجرة شائكة إذا تناول أوراقها الجمال أصابها المرض.
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 163