responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 161

(عليهما السلام)- فى الليلة التى نام فيها على بن أبى طالب على فراش النبى (صلى اللّه عليه و سلم)» و قال لهما «فإذا ما جعلتكم إخوة و جعلت عمر أحدكما أطول من الآخر فأى واحد منكم كان يريد أن يكون عمره أطول من عمر أخيه؟»، عندئذ قال اللّه تعالى «إننى جعلت عليا أخا لحبيبى، قد ضحى على الليلة بعمره لأجل أخيه و قدم موته على حياة أخيه، لماذا لم تصلا إلى درجته فى كمال الأخوة؟ مادامت فضيلة هذه تفوق فضيلتكم، اذهبا الليلة و احفظاه من أعدائه و احمياه».

و بناء على هذا الأمر الإلهى وقف جبريل أمام رأسه كما وقف ميكائيل أمام قدميه و شغلا بحفظه، حتى إن جبريل- (عليه السلام)- يهنئ تضحية على هذه قائلا: «يا أيها السعيد ابن أبى طالب، إن اللّه تفاخر بك على ملائكته».

و قد اجتمع فى تلك الليلة بعد أن أظلم الجو أبو جهل و أبو لهب، أبى بن خلف و بنيه، منية ابن حجاج، النضر بن الحارث، عقبة بى أبى معيط، الحكم بن العاص، طلحة بن عدى من قبل هيئة دار الندوة.

و بعض الملاعين من سائر أقوام العرب و تحت قيادة بعضهم اجتمعوا لينفذوا الفكرة المستحيلة و هى إعدام حبيب العلام و حاشا و توجهوا نحو منزل سلطان الأنبياء، ليقوموا بإجراء ما فى ضمائرهم من الفكرة الخبيثة، و أحاطوا ببيت النبى (صلى اللّه عليه و سلم) من جميع جهاته حتى لا يفلت من أيديهم و حرسوه حتى الصباح متناوبين، و كان ترك إجراء هذا الأمر دسيسة مدبرة من أبى لهب حتى يعلم أبطال بنى عبد المطلب و شجعان بنى هاشم أن العرب متفقون فى إجراء هذا الأمر، مع أن سلطان بلاد الرسالة (عليه أقوى التحية) خرج بكل وقار و إجلال من بيته فاتحا بابه مع أنه محاط بملاعين المشركين، و أخذ من الأرض حفنة من التراب و قرأ عليه سورة يس الجليلة و نثره فوق أذلة المشركين المحتشدين و خرج من بينهم كالروح السائرة و ذهب إلى بيت الصديق الأكبر السعيد.

إن التراب المنثور فوق الكفار المحتقرين الذين يحيطون بدار النبى ذات الفيوضات الباهرة قد أعمى عيونهم بحكمة اللّه- تعالى- و لم يروا النبى (صلى اللّه عليه و سلم) و كل من أصابه هذا التراب قد أصبحوا هدفا للمرض و الموت.

نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست