responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 153

مع هذين الشخصين؟ فمنذ أن فارقتنا فأنا قلق» و تلقى من جانب أسيد الإجابة الآتية: «إننى لم أتنسم من أقوالهم رائحة الفساد و الغاية السيئة، و أقسم باللّه إن قوليهما لا يتعدى التعريف بالإله الواحد واجب الوجود و وصف صدق النبوة المحمدية و بيانها!!» و حينما أخذ سعد بن معاذ هذه الإجابة فتحول إلى قطعة من نار تحرق العالم من شدة حدته و وثب من مكانه و خطف حربته و توجه إلى مكان المشار إليهما.

و قد ارتعد أسعد بن زرارة و اضطرب حينما رأى سعد بن معاذ مقبلا و هو ينشر إلى أطرافه شرارة الدهشة فأراه لمصعب قائلا: «إن هذا الشخص المقبل هو من يسمى بسعد بن معاذ الأشهلى و إنه آت بغضب شديد! إذا كان هذا أيضا يقبل الدين الحق و يصدق بنبوة النبى (صلى اللّه عليه و سلم) لا شك فى أن القبائل الخزرجية كلها ستسلم كما قال أسيد بن حضير»، و عقب ذلك وصل سعد بن معاذ رافعا قامته و قال:

«يا أسعد! قد غضبت من جنبك شيئا ننفر منه و هو منكر عندنا بدرجة لو لم تكن بيننا نسبة القرابة لكنت أهلكتك و رميتك فى حفرة الدمار بهذه الحربة السامة»، ثم كدر مصعب بن عمير بذكر ألفاظ غير لائقة، فرد عليه مصعب بن عمير دون أن يضطرب قائلا: يا سعد! كان يجب عليك أن تجلس قليلا حتى تسمع ما سأتلوه من الآيات الكريمة ثم ترد على و تجرحنى و تقبح كلامى، إلا أنك عاتبتنى و كدرتنى بأقوالك دون أن تعرف ما سوف أقوله لك و جرحت الأقوال الشرعية على العمى و قبحتها و عاتبتنى و قلت عن النبوة أنها ليست حقا و قلت أننا نكره الأوامر، و هذا التصرف مناف لأحكام قانون المناظرة» و خجل سعد بن معاذ و استحيى مما قاله و قال: «فعلا هذا ما كان يجب أن يكون! إننى لم أفكر فى هذه الأشياء و تجاوزت دائرة الأدب فأرجو أن تعفو عنى و أن تغفر لى سلوكى ثم جلس فى جهة ما» و قد ظهرت عليه دلائل قبول الإسلام إذ أخذ نور الإيمان يتلألأ فوق بشرته و يلمع. و اطمأن مصعب بن عمير من حركات سعد بن معاذ الملائمة ثم تلا آية أو آيتين مناسبتين للموقف.

ثم دعاه إلى دار ضيافة الإسلام و كلفه أن يطهر جسمه و ثيابه حتى يدخل فى الطريق المستقيم، فما كان من سعد بن معاذ إلا أن غير ملابسه و اغتسل وفق‌

نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست