responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 145

الخزرجيين قطعيا، فغرز رمحه فى رحله و برك على الأرض مثل الجمل بناء على القاعدة العربية القديمة و قال: «إننى لا أرجع من هنا ما لم أقتل فإذا أردتم أن تتركونى فى حالتى هذه للعدو فاتركونى»، و أنشد بعض الأشعار المناسبة للموقف و هكذا شجع أبناء قبيلته، و قد أشفق رجال الأوس على حال خضير الذى يفكر فى وطنه و هو مجروح و يحرص على الدفاع عنه و حتى لا يتركوه ليد العدو و هو فى حالته هذه فاضطروا للثبات فى ميدان الوغى و أثبتوا شجاعتهم الفطرية بقتلهم قائد الخزرج عمرو بن النعمان‌ [1] البياضى و هزموا عدوهم هزيمة شنعاء و أخذوا يتعقبونهم من خلفهم، و فى أثناء ذلك سمعوا صوتا هاتفيا يقول: «يا معشر الأوس لا يليق أن تقتلوا إخوانكم بهذا الشكل، إن مجاورتهم أولى من مجاورة اليهود» حينئذ تركوا الحرب ثم حملوا خضيرا الذى شجعهم بكل تعظيم و أوصلوه إلى منزله.

و قد فرح خضير بن سماك فرحا لا حد له لانتصار الأوس على الخزرج على الصورة المطلوبة، إلا أن الجرح الذى أصيب به لم يكن قابلا للالتئام فمات متأثرا به بعد مرور وقت قليل.

و كان هزيمة الخزرج و تشتتهم شيئا يبحث عنه الأوسيون و لا يجدونه؛ و لذا نهبوا الخزرجى الذى وقع تحت أيديهم و تركوه مجردا من كل شى‌ء و هدموا منازلهم و شتتوا أسرهم و هدموا و أحرقوا بساتين نخيلهم و بهذا أظهروا دناءتهم التى لا توصف و جرحوا ثابت بن قيس بن شماس الذى قبضوا عليه و كان ذلك الجرح شارة حريته و أسرعوا فى قطع نخيل بنى سلمة و إحراقها؛ و أسرع سعد بن معاذ الأشهلى حتى أنقذ نخيل قومه.

و أخذت أضواء شمس النبوة تضى‌ء آفاق المدينة المنورة عقب وقعة يوم بعاث و شرعت الدعوة المحمدية تنير أرض يثرب و البطحاء و بدأ السلطان الذى ظهر جديدا يرفع أستار الظلام و الخصومة و العداوة بين قبائل الأوس و الخزرج، و لم يبق لها أثرا و اتحد أفراد جميع القبائل التى تنتسب و تنتهى إلى ثعلبة بن عمرو مزيقيا و اتفقوا جميعا فى نصرة الدين الأحمدى و اتحدت كلمتهم.


[1] إن هذا الرجل هو الذى قتل الرهينة التى أخذت قبل يوم الفجار الثانى غدرا.

نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست