نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 144
سببا يجبرنا للجلاء عن وطننا!!» إذا أجريتم الإهانة فاقتلوا رهائننا و قد غضب الخزرج من هذه الإجابة و تهوروا و قتلوا اليهودى [1] الذى كان فى حفظ عمرو ابن النعمان، و لما رأى اليهود هذا من الخزرج اتحدوا مع الأوس.
و هجموا على القبائل الخزرجية و أحدثوا قتالا كبيرا و هذا القتال ملحمة يوم الفجار الثانى.
عندما قتل عمرو بن النعمان الرهينة الذى كان تحت يده و أبرز الإهانة قال عبد اللّه بن أبى بن سلول لقاتل اليهودى «إنك غدرت» و تخلى عن الاتفاق كما أطلق الأوسيون الذين يتبعون ابن سلول سراح رهائنهم و أرسلوهم إلى قراهم.
يوم بعاث- قد اندلعت ملحمة يوم بعاث بشدة بعد يوم الفجار الثانى و بعد هذه الحرب لم يقع قتال قط بين قبائل الأوس و الخزرج.
سبب حدوث وقعة يوم بعاث هو سبب وقوع ملحمة يوم الفجار الثانى؛ لأن قبائل بنى قريظة و بنى النضير اتحدت مع قبائل الأوس و اتفقت معها و جلبت رجال قبائل مزينة حليفها و جمعتهم، كما أدخل الخزرجيون فى دائرة اتفاقهم حلفاءهم من بطون بنى أشجع و جهينة، و أخذ أفراد الطرفين يستعدون للقتال و يهيئون أدوات و آلات أربعين يوما بعد حرب يوم الفجار الثانى و جهزوا مالا يحصى من الجيوش و تلاقوا فى النهاية فى مكان يسمى «بعاث» و شرعوا فى قتال شديد، و قد وقعت هذه الحرب فى شكل مفزع و صورة دامية.
و كان خضير الكتائب قائد الأوس و عمرو بن النعمان البياضى قائد القبائل الخزرجية، و لكن عبد اللّه بن أبى بن سلول و من يتبعونه و من كان تحت إدارة بنى حارثة كانوا على الحياد، و بذل أبطال الطرفين أقصى جهدهم و أظهروا غاية شجاعتهم و حرص كل واحد منهم على إهلاك الآخر و إتلافه، و طال القتال مدة و فى النهاية تفرقت فرق الأوسيين و شرعوا فى الهرب.
و لما رأى خضير بن سماك قائد الأوسيين أفراد المقاتلين الذين تحت قيادته أخذوا يفرون و قد تخلوا عن القتال و قد مالت أسباب النصر و الظفر إلى طرف