نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 14
نيل الشفاعة الموعودة و يدخلون فى «الحجرة المعطرة» حيث يحلو لبعضهم أن يظلوا مجاورين لهذه الأماكن المباركة. و قد بلغ عدد هؤلاء أو الذين تركوا ديارهم مع أولادهم و عيالهم محتاجين الإقامة مجاورين الرسول محبة فيه، بلغ عدد هؤلاء اليوم ألفين أو ثلاثة آلاف شخص [1]. و أولاد المجاورين الذين ولدوا و عاشوا فى المدينة الطاهرة، يعدون من أهل البلدة الطيبة، و بهذا يكون أغلب سكان المدينة من ذرية أسلاف المجاورين الذين تكاثروا جيلا بعد جيل و كونوا جماعة كبيرة و اشتهر بعضهم بأولاد «برى» كما اشتهر بعضهم بأولاد السمهودى كما اشتهر الآخرون بأسماء أخرى.
إن الذوات الذين عرفوا باسم أولاد «برى» أصلهم من الغرب، و أبناء السمهودى من البلاد المصرية المجاورة، و الآخرون ينتمى كل واحد منهم إلى بلد ما. تقع هذه البلدة السعيدة فى الجهة الشمالية الغربية من مكة المكرمة و على بعد أربعمائة كيلومتر منها، و على بعد مائة كيلومتر من الجانب الشرقى من البحر الأحمر و فى نهاية صحراء عظيمة، و طريقها البرى الواصل إلى مكة المعظمة عبارة عن صحراء رملية و جبال صخرية و وديان قابلة للزراعة.
و هى محاطة بسور على شكل قطع ناقصة و جميلة من جهاتها الأربعة، و الجهات الأربعة لهذا السور محاطة بجبال متسلسلة و محددة، و فى جهتها التى تهب منها رياح السموم قطعة واحدة من صخرة نصبت حولها قلعة قديمة و لكنها متينة تعرف بقلعة «أروج حصار».
و طول هذا السور «14000 ذراع» تخمينا و ارتفاعه عشرون ذراعا و سمكه عشرة أذرع، و أحجاره فى غاية الصلابة و المتانة، و له خمسة أبواب اشتهرت بأسماء: درب المصلى، درب الصغير، درب الشامى، درب السوارقية، درب البقيع.
درب المصلى: و يطلق عليه درب السويقة و باب السوق و باب المصر، و قد كتب