نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 124
و دخل عمرو مزيقيا مستصحبا أفراد قبيلته فى أرض حرم اللّه عقب انهزام الجراهمة، و نال شرف الإقامة فيها مدة طويلة و أقامت القبائل التى معه فى هذه الأراضى و أمضت فيها فترة ما، و تعرض فيما بعد أفراد القبائل الذين كانوا معه للحمى المحرقة و لم يتحملوا الإقامة فيها، و هاجر كل واحد منهم إلى بلدة ما، و استقر ثعلبة الذى أجرى السفارة لقبائل الجراهمة فى أثناء هذه الاضطرابات فى موقع مشهور ب «ثعلبة» داخل أراضى الحجاز و وسع دائرة نفوذه و قوته.
و انقسم هؤلاء إلى بطون و فيرة و قبائل كثيرة، فذهب أحفاد عامر بن عمرو بن مالك بن الأوس، و أولاد سائب بن قصى حفيد عوف بن الخزرج إلى بلاد عمان، و هاجر بعض من أبناء حارث بن الخزرج إلى بلاد أخرى فلم يكتب لهم أن يلتحقوا بزمرة الأنصار الجليلة، و ظل بعض من أولاد جفنة بن عمرو بن مزيقيا فى المدينة فانخرطوا فى سلسلة الأنصار الذهبية.
و توطن بعض أولاد الأخوين الأوس و الخزرج فى قرى بنى إسرائيل كما سبق بعضهم فى أماكن خالية من آثار الحياة و العمران.
سبب ظهور وقعة مالك بن عجلان و صورة ظهورها:
كان فيطون [1] الثعلبى حاكم يهود المدينة، و قد اتخذ فى أواخر عهد حكومته عادة فاضحة و هى أن يستفرش العرائس اليهوديات قبل أن يستفرشهن أزواجهن.
و أراد أن يعمم هذه العادة الكريهة الإباحية بين قبيلتى الأوس و الخزرج، و أراد مالك بن عجلان السالمى أن يزوج أخته و كان من قبيلة الخزرج إلا أنه لم يطق تكلف ما لا يطاق من الذى أعلنه فيطون الدون و الذى لا يخالف الدائرة المشروعة فحسب بل الطبيعة البشرية أيضا و فضل ألا يزوج أخته لفترة ما.
و لكنه لم يستطع أن يتغلب على إلحاح النساء فتزيا بزى النساء و أوصل أخته إلى بيت فيطون و استطاع أن يصل إلى فيطون و قتل عدو العرض و الشرف ذلك و بعد ذلك أخذ «رمق بن زيد» الخزرجى من بنى سالم و سافر إلى بلاد الشام