نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 121
و عياله و أحفاده و توابعه، و أخذ يبحث عن سبب يؤدى إلى الهجرة و يختلقه، و بناء على هذه الفكرة هيأ مأدبة دعا لها وجوه البلد و أعيانه كما أوجد فيها كثيرين من عامة الناس، و كان بين المدعوين رجل قد تيتم صغيرا فبسط عمرو عليه حمايته و صحبه و رباه حتى أصبح فى زمن قصير من أغنياء أهالى مأرب الأوائل و تزوج باختيار عمرو و تصويبه و اكتسب مكانة بين الأهالى، و قد دعا عمرو مزيقيا ذلك الشخص قبل إقامة المأدبة خفية و قال له منبها: «إننى سآمرك فى أثناء الطعام ببعض الأوامر فعليك أن تتحرك خلاف أوامرى، و يجب أن تخالف جميع أقوالى و إذا سببتك فقابلنى بالمثل و أظهر لى الخصومة قولا و فعلا و إذا لزم الأمر اصفعنى عدة صفعات!! و عندما أخبره الرجل أنه لن يستطيع أن يقوم بمثل هذا السلوك المشين و لن يتجرأ على ذلك، فرجا منه عمرو أن يوافق على اقتراحه مبينا له أن هذا العمل سيكون محض خير فى حقه و حق عمرو، و لما حل يوم الوليمة و أخذ الأهالى يتوافدون زرافات، و شغلوا بالطعام و أخذوا يأكلون و يشربون متآنسين و متحدثين، عندئذ أحضر عمرو مزيقيا الشخص الذى اتفق معه و طلب منه أن يهيئ بعض الأشياء اللازمة للمجلس و أن يحضرها و لكنه قوبل بمعاملة غير لائقة، فأظهر عمرو الحدة و بادر بضربه بالعصا التى فى يده مهددا، إلا أن الرجل أخذ العصا من يد عمرو رئيس البلد و لكمه عدة لكمات، و ساد الوجوم فى المجلس و سر بعض الناس اغتمّ الآخرون، و قد تأثر عمرو مزيقيا من إهانته و عدم إعانة أولاده و أحفاده و أعوانه فأقسم على أنه سينتقل و يرتحل من سبأ. و أعلن أنه سيبيع كل ما يملكه و يهاجر إلى بلاد أخرى فى المجلس نفسه.
و طمع بعض من لهم نفوذ من الأهالى فى الرياسة كما طمع آخرون فى شراء أموال عمرو بثمن رخيص حتى يغتنوا و من هنا أظهروا سرورهم من هجرة عمرو و أقبلوا على شراء ممتلكاته، كما أن عمرو أخذ معه أولاده و أحفاده و زوجاته و من يتبعونه من أعوان و خرج من حدود بلاد سبأ.
و بناء على بعض الأقوال أن عمرو مزيقيا مات قبل ظهور «سيل العرم» [1]
[1] قد كتبت كيفية حدوث سيل العرم فى الصورة الثالثة بالوجهة الأولى من مرآة الجزيرة استطرادا.
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 121