نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 114
أظهر كل واحد منهم الكبر و الغرور و النخوة و أخذوا يبنون منازل متينة هنا و هناك، فأوسعوا بلدة يثرب و عمروها، و حتى يزينوا أطرافها أخذوا يغرسون الأشجار حيثما وجدوا لذلك سبيلا و منذ أن ظهر من بينهم رجال يعرفون فن الزراعة، استولوا بكتائبهم على بلاد الحجاز و الشام و توسعوا فى حدودهم فاستولوا على ممالك البحرين و عمان، مثيرين الفزع و الدهشة.
و أخذوا يحكمون البلاد التى استولوا عليها و أهالى القرى و المدن بصورة وحشية و ظالمة.
يروى المؤرخون عن العمالقة الذين اشتهروا بضخامة أجسامهم أنهم كانوا يعيشون ما يقرب من مائتى عام و أن الغزلان كانت تربى صغارها فى فتحات مآقيهم.
و وصل ظلم أحفاد عملاق بن أرفخشذ إلى أنهم حتى اشتهروا بين القبائل «بجبابرة العمالقة» و أضروا سكان البلاد التى حواليهم و أوقعوا فيهم الخسائر تحت سنابك خيولهم، و زاد جورهم و أذاهم تدريجيا حتى أن أطفالهم الذين يلوثون الوجود كانوا يشرعون فى البغى و الشقاوة و هم مازالوا فى مهدهم.
و اشتد عندئذ الكفر و الشقاوة بين القبائل الوحشية التى تنتسب إلى جبابرة تسمى «سقل و فالح» و التى ظهرت حينئذ فأشعلت نيران الشر و القتال حتى أوشك الأهالى الضعاف على الفناء و الاضمحلال من جراء الأعمال الدامية لهؤلاء، فأرسلوا الرسل إلى سيدنا داود- (عليه سلام اللّه )الودود- يستمدون منه العون فساق عليهم كتائب الصولة و القوة فقتل أكثر رجالهم و أعدمهم و أسر نساءهم و أطفالهم و كبلهم بالحديد.
و استطاع أن ينجو بعض هؤلاء من الأبطال الذين بعثهم سيدنا داود منسحبين إلى قمم الجبال إلا أنهم عادوا بعد فترة إلى ناحية «جرف» و أخذوا فى ارتكاب الشقاوة كما فى السابق و لكن لحكمة ما ظهرت فى رقابهم دودة أودت بهم إلى دار البوار ما عدا امرأة تسمى «زهرة» و هكذا أصبحوا غذاء للنمل و الثعابين.
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 114