نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 2 صفحه : 912
و لما كان ارتفاع جبل ثور عموديا فإنه يصعد من سفحه إلى حيث الكهف فى خمس و أربعين دقيقة، و لكن من يجدّون. فى الصعود يستطيعون الوصول إليه فى نصف ساعة و فى الجهة الجنوبية من ذلك الغار محل مكشوف آخر.
يقال إن عبد اللّه بن عباس كتب فيه تفسيره الكبير. و زيارة غار ثور قاصرة بين الأهالى على يوم السبت، و لكن الحجاج يمكنهم أن يزوروه فى كل الأيام، و الذين يلجون فى هذا الغار لا يحزنون و لا يغتمون أبد الدهر. إن للغار بابان كما وضحنا أحدهما ضيق، و الآخر واسع جدا لأنه فتح بضربة من جناح جبريل- (عليه السلام)- و يقال لمن لا يوفق فى دخوله الغار «إنه ليس ابن أبيه».
قصة:
كان فى الزمن القديم رجل غنى جدا و فى فترة ما هلك أولاده و عياله و تلف ماله و لم يبق شىء فى كنفه، و مع هذا لم يكن يحزن أو يغتم، و قد أثارت هذه الحالة عجب أفراد قبيلته و قالوا له يا هذا قد فنى جميع أموالك و عيالك و إنك لا تظهر قدرا و لو قليلا من الحزن و الهم كأنك لم تتأثر بما حدث لك؟! ما أعجب حالك؟ و ما هذه اللامبالاة؟ و ما أصبرك على الكوارث؟!.
فقال لهم: كنت قد سمعت من أحد الأشخاص أن الذى يدخل فى غار ثور لا يحزن لما يصيبه من مصائب الدهر الفانى؛ لذا دخلت فى هذا الغار بكل صدق و إيمان؛ و منذ ذلك اليوم لم أتأثر لأية مصيبة و لم أتأسف لضياع شئ حتى إننى لا أعرف ما هو الحزن أو الألم بل نسيتهما فاستعجب قومه.
الأثر الثامن و الأربعون: جبل حراء:
هو اسم آخر لجبل النور الذى بدأ فيه نزول الوحى. و يقع هذا الجبل فيما بين مكة المكرمة و منى فى الجهة الشامية من بلدة اللّه، و على بعد ثلاثة أميال (أو ساعة واحدة) من المسجد الحرام بين الجبل المذكور و جبل ثبير الذى أمامه واد سعيد، يعنى أن (جبل النور و جبل ثبير) كلاهما يظلان على يسار الذاهبين إلى
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 2 صفحه : 912