نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 1 صفحه : 192
عما حدث إذا كان فى استطاعته أن ينطق، و هو بهذا قد ألمح و صرح بأنه لا يليق بهم أن يعبدوا هذه الحجارة العاجزة عن إخبارهم بالضرر الذى أصابهم و لجأ النمرود و آزر إلى التهديد الذى لا يليق بالإنسانية لكى يسكتوا ذلك الرسول سعيد الطالع و تجرءوا على تعذيبه، لإجباره على الكلام و اشتدوا عليه فى القول و أغلظوا عليه حتى يعترف بما فعل. و أصروا فى حوار غير لائق لاستنطاقه.
و لما رأى النماردة إصرار النبى الجليل على ترديد الفقرات التى تشمل على حقائق ثابتة «أتعبدون ما صنعت أيديكم، فى حين أنها و أنتم من خلق الحق سبحانه و تعالى».
عندئذ أدركوا أنهم لن يستطيعوا إجبار سيدنا إبراهيم على السكوت، و بعد مناقشات مطولة ظهر عجزهم فى اتخاذ القرار اللازم، و اضطروا لحبسه و سجنه مدة ثلاث عشرة سنة و فى النهاية قرر النمرود- و فى قول آخر عمل برأى رجل قبيح المظهر من أكبر بلاد فارس اسمه «هيوم»- و عزم على إحراقه فى النار.
و بنى مبنى ذا جدران عالية أمام الجبل الواقع مقابل قرية «كوثى [1]» من ملحقات الكوفة أو البصرة و نقل إليه حطبا يكفى حرقه لأربعين يوما و على رواية لثلاثمائة و ست و ستين يوما [2].
و كذلك أشياء أخرى قابلة للحرق و ملئوا بها المبنى المذكور و سكبوا عليها الزيت و أضرموا النار فيها من الجهات الأربعة.
استطراد
نظرا لوجود حى فى مدينة «أورفة» معروف باسم «كوثى» و به مزار على اعتبار أنه المكان الذى ولد به سيدنا إبراهيم و بناء على هذا يتحتم أن يكون موقد النار المعد لحرق سيدنا إبراهيم فى «أورفة» و قد عرف أن هناك صندوقا أخضر على أنه مهد حضرة الخليل و هو داخل الغار الواقع أسفل قلعة «أورفة» و هم
[1] اسم هذه القرية حسب بحوث المؤرخ «سدّى» هو غوطة- بدايع الزهور.
[2] هذه المدة حسب رواية سدّى هى ثلاثة أشهر كاملة. بدائع الزهور.
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 1 صفحه : 192