responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 1  صفحه : 191

الكواكب أن مرض الطاعون قد يلم بى و استأذن من والده آزر أن يسمح له بالبقاء فى المدينة و ادعى المرض.

و تركه النماردة خوفا من أن يعديهم بالطاعون و ذهبوا إلى الصحراء. و خلت المدينة من الناس.

و ذهب إبراهيم وحيدا فريدا إلى معبد الآلهة التى كانوا يقدسونها و يعتزون بها و دخل فيه، و أخذ يسخر من الأصنام قائلا: ألا تأكلون هذا الطعام؟ ماذا أصابكم حتى لا تجيبوا؟ ثم أسقط الأصنام الاثنين و السبعين المرصعة و الأوثان المزينة بطلاء الذهب من فوق كراسيها فصارت جزازا و علق الفأس فى رقبة أكبر صنم منها و هو «بهو» و بعد أن فعل هذا رجع إلى بيته‌ [1].

و كانت حكمة سيدنا إبراهيم من تعليق الفأس فى رقبة «بهو» أن يقول للنماردة «سلوا الأصنام التى تعبدونها و قد صارت ألف قطعة ليقولوا من الذى فعلها، و جعلهم على هذه الحال» فهو يريد أن يعرفهم بأن الأصنام لا يمكنها أن تتكلم حتى يشعر النماردة المتعصبون بالحقارة و يستحيوا من أنفسهم.

و رجع النماردة الضالون من ساحة العيد و ذهبوا إلى معبد آلهتهم كعادتهم.

و عند ما رأوا الأصنام المطلية بالذهب التى يعبدونها و يقدسونها منذ سنوات طوال- و قد تحطمت جزازا بكوا بحزن و حرقة و تألموا، و ارتموا على الأرض من شدة الخوف و تأوهوا، و أخذ كل واحد منهم يبدى رأيه فيما حدث. و قال أحدهم:

«لقد سمعت ابن آزر يهدد بتحطيمها فمن المحتمل أن ينفذ ما عقد عليه العزم ليحقر ديننا، و اتفقوا كلهم على هذا الرأى و قالوا «إن إبراهيم بن آزر حطم آلهتنا و سحبوا المشار إليه إلى النمرود لاستجوابه و بدءوا فى تحقيق الأمر بسؤاله أ أنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم؟ و بعبارة بليغة أجاب سيدنا إبراهيم» بالنظر إلى الفأس المعلق فى رقبة «بهو» لا بد و أن يكون هذا التصرف الحقير قد بدر منه، فاسألوه‌


[1] عند ما دخل حضرة الخليل إلى ذلك المعبد و حطم الأصنام إلى ألف قطعة كان فى السابعة عشرة من عمره- بدايع الزهور.

نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست