responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 2  صفحه : 272

فكذّبتمونا و كفّرتمونا، و رأيتم قتالنا حلالا، و أموالنا نهبا، كأننا أولاد ترك أو كابل، كما قتلتم جدّنا بالأمس، و سيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت، لحقد متقدّم، قرّت بذلك عيونكم، و فرحت قلوبكم، افتراء على اللّه، و مكرا مكرتم، و الله خير الماكرين. فلا تدعونّكم أنفسكم إلى الجذل‌ [1] بما أصبتم من دمائنا، و نالت أيديكم من أموالنا؛ فإن ما أصابنا من المصائب الجليلة و الرزايا العظيمة، فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ 22 لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى‌ ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (23) [الحديد: 22- 23].

تبّا لكم، فانتظروا اللعنة و العذاب، فكأن قد حلّ بكم، و تواترت من السماء نقمات، فيسحتكم بعذاب‌ [2] و يذيق بعضكم بأس بعض، ثم تخلّدون في العذاب الأليم، يوم القيامة بما ظلمتمونا، ألا لعنة اللّه على الظالمين.

ويلكم، أتدرون أيّة يد طاعنتنا منكم، و أية نفس نزعت إلى قتالنا. أم بأية رجل مشيتم إلينا، تبتغون محاربتنا؟. و الله قست قلوبكم، و غلظت أكبادكم، و طبع على أفئدتكم، و ختم على سمعكم و بصركم، و سوّل لكم الشيطان و أملى لكم، و جعل على أبصاركم غشاوة، فأنتم لا تهتدون.

تبّا لكم يا أهل الكوفة، أيّ ترات لرسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) قبلكم، و ذحول له لديكم، بما صنعتم (غدرتم) بأخيه علي بن أبي طالب جدي، و بنيه و عترته الطيبين الأخيار، و افتخر بذلك مفتخركم، فقال:

نحن قتلنا عليا و بني عليّ‌ * * * بسيوف هنديّة و رماح‌

و سبينا نساءهم سبي ترك‌ * * * و نطحناهم فأيّ نطاح‌

بفيك أيها القائل الكثكث و لك الأثلب‌ [3]، افتخرت بقتل قوم زكّاهم اللّه و طهّرهم و أذهب عنهم الرجس، فاكظم واقع‌ [4] كما أقعى أبوك، فإنما لكل امرئ ما اكتسب و ما قدّمت يداه.


[1] الجذل: الفرح.

[2] أسحته: استأصله.

[3] الكثكث و الأثلب (بالفتح أو الكسر فيهما، و الفتح أكثر): دقاق التراب و فتات الحجارة.

[4] اكظم: اسكت على غيظك. واقع: الأمر من الإقعاء، و هو جلوس الكلب على إسته، مفترشا رجليه و ناصبا يديه.

نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 2  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست