قال: فارتفعت الأصوات بالبكاء و النحيب، و قالوا: حسبك يابنة الطيبين، فقد أحرقت قلوبنا، و أنضجت نحورنا، و أضرمت أجوافنا، فسكتت (عليها السلام).
311- خطبة أم كلثوم بنت علي (عليهما السلام):
(مقتل المقرم، ص 410 ط 3)
[و فيها تلوم أهل الكوفة، و تبيّن لهم منزلة الإمام الحسين (عليه السلام) و فضله].
خطبة أم كلثوم بنت علي (عليهما السلام) في (اللهوف): و خطبت أم كلثوم بنت الإمام علي (عليه السلام) في ذلك اليوم من وراء كلّتها، رافعة صوتها بالبكاء، فقالت:
صه يا أهل الكوفة. تقتلنا رجالكم، و تبكينا نساؤكم، فالحاكم بيننا و بينكم اللّه، يوم فصل الخطاب.
يا أهل الكوفة سوأة لكم، ما لكم خذلتم حسينا و قتلتموه، و انتهبتم أمواله و ورثتموه، و سبيتم نساءه و نكبتموه؟!. فتبّا لكم و سحقا.
ويلكم أتدرون أيّ دواه دهتكم، و أي وزر على ظهوركم حملتم، و أي دماء سفكتم؟ و أيّ كريمة أصبتموها، و أي صبية أسلمتموها، و أي أموال انتهبتموها؟!.
قتلتم خير رجالات بعد النبي (صلى الله عليه و آله و سلم)، و نزعت الرحمة من قلوبكم. ألا إن حزب اللّه هم المفلحون، و حزب الشيطان هم الخاسرون.