responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر    جلد : 3  صفحه : 330

و يقول رتر و حينما توغلنا في داخل المقبرة لمشاهدة الأكوام التي تدل في يومنا هذا على قبور المسلمين الأوائل الذين صنعوا التاريخ الحافل، سمعت دليلي عامدا يكرر بهمس: استغفر اللّه، استغفر اللّه، لا حول و لا قوة الا باللّه. و كان القلة ممن بقي من سدنة القبور التي بقيت معالمها شاخصة للعيان يقفون أو يجلسون بجنبها بأوجه غير معبرة، و من دون ان تبدر منهم أية حركة. فلم يطلبوا الصدقة، و لم يتكلموا بشي‌ء سوى بعض الكلمات الخافتة برغم عدم وجود أحد من الوهابيين على مقربة منهم غير اثنين من عبيد ابن سبهان في الباب. لكن بعض النواخلة كانوا لا يزالون منشغلين في التقاط بعض القطع الصالحة للاستعمال من الخشب و غيره، من بين الخرائب و الأنقاض. و ليس بوسع هؤلاء النخاولة في العادة ان يدفنوا موتاهم بين الأولياء في البقيع، لكنهم قاموا الآن تحت اشراف الوهابيين بتهديم قبور المسلمين السنة و تدميرها.

و قد سرنا في ممر ضيق، نظف من بين الزبل المبعثر، نحو قبر عثمان الواقع في الجبهة الشرقية من المقبرة. و فيما كنا نخطو هذه المسافة خطوا مستأنيا التقينا بجماعة من الهنود راجعين من زيارة هذا القبر. و كان الذي يتقدمهم رجلا مسنا ذا لحية طويلة قد و خط الشيب سوادها، و كان و هو يمشي منتصب الرأس لا يحرك عينيه يمنة و لا يسرة، بل كان ينظر الى الأمام على الدوام و الدموع تنحدر من عينيه بتيار مستمر. اما الذين كانوا يسيرون وراءه فقد نظروا الينا نظرة خاطفة ثم حولوا أنظارهم الى الأمام بسرعة. فوصلنا الى مرتفع بسيط، و عندئذ عرفت سبب الحزن الذي كان يبدو على الهندي المسن. فقد كان هناك بين يدينا على الأرض منشأة طويلة قليلة السمك لا يكاد يبلغ سمكها ست بوصات. و كان يبدو أنها مصنوعة من اطار خشبي دقت فيه بالمسامير قطع خشنة من التنك. فكان هذا هو قبر عثمان الخليفة الثالث نفسه. و كان يجلس بجانبه هندي آخر و هو ينتحب.

نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر    جلد : 3  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست