و قد استقى بورتون هذه المعلومات من عمر أفندي الذي ينتمي إلى الدرجة الثانية من هذا التصنيف. و قد أخبره بأن حصته تتراوح بين ثلاثة الى خمسة عشر ريالا في السنة.

سكان المدينة

ذكرنا فيما سبق من هذا البحث ما كتبه الرحالة بورخارت عن سكان المدينة حينما زارها في 1814، و سنورد هنا ما كتبه بورتون بعده بأربعين سنة في الموضوع نفسه، منتقين منه ما لم يتطرق الى ذكره الرحالة الأول.

فيقول بورتون‌ [1] ان المدينة فيها عدد قليل من الأسر المتحدرة في نسبها من أنصار النبي الأقدمين، و أنه سمع عن أربع منها:

1-بيت الأنصاري، أو سلالة أبي أيوب الأنصاري النبيلة التي تفرعت شجرتها تفرعا كبيرا خلال مدة تناهز الألف و خمس مائة سنة. و مع ان هؤلاء يحملون مفاتيح مسجد قبا، و يخدمون أئمة في الحرم الشريف، فانهم لم يعودوا من الأسر الثرية القوية.

2-بيت أبي جود، و هؤلاء يزودون الحرم بعدد من الأئمة و المؤذنين.

لكن المعروف في أواسط القرن الخامس عشر بأن الأسرة لم يبق منها سوى شخصين هما ولد و بنت. ثم يقول بورتون بالمناسبة ان الرحالة المغربي ابن جبير يروي انه شاهد في المدينة مؤذنا من نسل بلال مؤذن الرسول يمارس المهنة التي تخصصت بها أسرته عبر القرون.

3-بيت الشعب، و هذه أسرة كثيرة العدد اتخذ قسم من ابنائها الترحال مهنة لهم، و اتخذ الآخرون التجارة و الخدم في الحرم الشريف.

4-بيت الكراني، الذين يشتغلون غالبا في الأمور التجارية.

[1] الفصل الحادى و العشرون‌