نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر جلد : 2 صفحه : 108
المذكور، و هذا الرجل مكثر من ذرية الحسن بن عليّ، رضوان اللّه عليهما.
لكنه ممن يعمل غير صالح، فليس من اهل سلفه الكريم، رضي اللّه عنهم [1] .
و دخلنا مكة، حرسها اللّه، في الساعة الأولى من يوم الخميس الثالث عشر لربيع المذكور، و هو الرابع من شهر أغشت، على باب العمرة، و كان اسراؤنا تلك الليلة المذكورة، و البدر قد ألقى على البسيطة شعاعه، و الليل قد كشف عنا قناعه و الأصوات تصك الآذان بالتلبية من كل مكان، و الألسنة تضج بالدعاء و تبتهل الى اللّه بالثناء، فتارة تشتد بالتلبية، و آونة تتضرع بالأدعية، فيا لها ليلة كانت في الحسن بيضة العقر [2] ، فهي عروس ليالي العمر، و بكر بنيّات الدهر، الى ان وصلنا في الساعة المذكورة من اليوم المذكور، حرم اللّه العظيم و مبوّأ [3] الخليل ابراهيم، فألفينا الكعبة الحرام عروسا مجلوّة مزفوفة الى جنة الرضوان محفوفة بوفود الرحمن، فطفنا طواف القدوم، ثم صلينا بالمقام الكريم، و تعلّقنا بأستار الكعبة عند الملتزم، و هو بين الحجر الأسود و الباب، و هو موضع استجابة الدعوة، و دخلنا قبة زمزم و شربنا من مائها، و هو لما شرب له، كما قال، صلىّ اللّه عليه و سلم، ثم سعينا بين الصفا و المروة، ثم حلقنا و احللنا، فالحمد للّه الذي كرّمنا بالوفادة عليه و جعلنا ممن انتهت الدعوة الابراهيمية اليه [4] ، و هو حسبنا و نعم الوكيل [5] .
شهر جمادى الاولى، عرّفنا اللّه بركته
استهل هلاله ليلة الاثنين الثاني و العشرين لأغشت، و قد كمل لنا بمكة، شرّفها اللّه تعالى، ثمانية عشر يوما، فهلال هذا الشهر اسعد هلال اجتلته