نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر جلد : 13 صفحه : 96
المنتصر، و لقبه المستعين باللّه، و في عصره ظهرت بعض الفتن في سامراء التي ائارها الجنود الأتراك، ففي 249 هـ، وثب الجند بسامراء مرة بعد اخرى و تحاربوا و تحاملوا على (أوتامش) و قالوا أخذ ارزاقنا و ازال مراتبنا، و خرجت عصبة من الأتراك و الموالي الى الكرخ [1] ، فخرج إليهم اوتامش ليسكنهم فقتلوه و قتلوا كاتبه شجاع بن القاسم و ذلك في شهر ربيع الآخر و نهبت دورهما فوقع ذلك بموافقة المستعين و كتب إلى الآفاق بلعنه [2] .
و يذكر ابن الأثير ان نفرا من الناس لا يدرى من هم بسامراء فتحوا السجن و اخرجوا من فيه فبعث في طلبهم جماعة من الموالي فوثب العامة بهم فهزموهم، فركب بغا و اتامش و وصيف و عامة الأتراك فقتلوا من العامة جماعة، فرمي وصيف بحجر فأمر باحراق ذلك المكان و انتهب المغاربة ثم سكن ذلك آخر النهار [3] .
و هذه الحوادث تدل على سوء الاوضاع و اختلال الامور، و صار القادة الاتراك يوشي بعضهم ببعض و يتآمر احدهم بالآخر، ففي سنة 251 هـ، قتل باغر التركي، قتله وصيف [4] ، و بعد ذلك انحدر المستعين مع بغا و وصيف و شاهك الخادم و احمد بن صالح بن شيرزاد الى بغداد في حراقة، ثم تتابع الى بغداد الكتاب و العمال و بنو هاشم و جماعة من اصحاب وصيف و بغا [5] .
و في السابع من محرم سنة 252 هـ بويع للمعتز باللّه في سامراء [6] و كان سبب البيعة ان المستعين لما استقر ببغداد اتاه جماعة من الاتراك و القوا انفسهم بين يديه و جعلوا مناطقهم في أعناقهم تذللا و خضوعا و سألوه الصفح و الرضا، قال لهم المستعين: انتم اهل بغي و فساد و استقلال للنعم، الم ترفعوا إلي في اولادكم فألحقتهم بكم و هم نحو من ألفي غلام؟و في بناتكم فأمرت بتصييرهن
[1] الكرخ هذه كرخ سامرا و ليست بكرخ بغداد-الخليلي.