نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر جلد : 13 صفحه : 91
المعروف بالدّور ثم بالكرخ و سرّ من رأى مادّا إلى الموضع الذي كان ينزله ابو عبد اللّه المعتز، ليس بين شيء من ذلك فضاء و لا فرج و لا موضع لا عمارة فيه فكان مقدار ذلك سبعة فراسخ [1] .
ان ذلك العمل الذي قام به المتوكل، يعتبر من الأعمال الخارقة، و التي تستحق النظر و الاعتبار، و بصورة خاصة إذا ما قدرنا تلك الظروف و امكانياتها الفنية التي تكاد تكون امكانيات بدائية، و رغم ذلك فان المدة التي تمّ فيها بناء المدينة المتوكلية مدة قصيرة جدا، فقد كمل بناؤها في اقل من سنتين و انتقل المتوكل الى قصور المدينة اول يوم من المحرم سنة سبع و اربعين و مائتين للهجرة، و اقام فيها حوالي تسعة اشهر و قتل في شوال سنة سبع و اربعين و مائتين في قصره الجعفري، و تولى الخلافة العباسية ولده المنتصر، فانتقل الى سرّ من رأى و امر الناس جميعا بالانتقال عن الماحوزة (مكان المتوكلية) و ان يهدموا المنازل و يحملوا النقض الى سامراء فانتقل الناس و حملوا نقض المنازل الى سامراء و خربت قصور الجعفري و منازله و مساكنه و اسواقه في اسرع مدة و صار الموضع موحشا لا أنيس به و لا ساكن فيه و الديار بلاقع كأنها لم تعمر و لم تسكن [2] .
و للمتوكل آثار عمرانية في سامراء، بعضها لا يزال شاخصا حتى اليوم و البعض الآخر نتعرف عليه من الاخبار التاريخية، و خير من يلخص اعمال هذا الحاكم العباسي، ياقوت في معجمه قوله: من الابنية الجليلة مثل ما بناه المتوكل، فمن ذلك القصر المعروف بالعروس انفق عليه ثلاثين الف الف درهم، و القصر المختار خمسة آلاف الف درهم و الوحيد الفي الف درهم و الجعفري المحدث عشرة آلاف الف درهم، و الغريب عشرة آلاف الف درهم، و الصبح خمسة آلاف الف درهم، و المليح خمسة آلاف الف درهم و قصر بستان الإيتاخية عشرة آلاف الف درهم و التلّ علوّه و سفله