نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر جلد : 13 صفحه : 90
الطائلة و حالها البائس بعد تحول السلطة و الرعية عنها قصيدة طويلة جاء في مطلعها:
إن الحقيقة غير ما يتوهّم # فاختر لنفسك أي امر تعزم
إن هذه المدينة الجديدة التي انتقل اليها المتوكل و رعيته، لم تكن على ما يبدو بالمدينة الناجحة او الملائمة لحياة السكان، ذلك ان الذين اشرفوا على مهمة ايصال الماء الى المدينة المتوكلية لم يكونوا على خبرة واسعة و امكانية وافرة، فجاءت النتيجة على عكس ما كان يرغب المتوكل و الناس جميعا، و قد لعب مشروع النهر دورا خطيرا في هجران المدينة، مثل دوره في نشوء فكرة الانتقال اليها، و ذلك بسبب فشل هذا المشروع و عجزه عن تأمين ايصال المياه إليها في موسم الصيف [1] . و ذكر اليعقوبي: ان النهر لم يتم أمره و لم يجر الماء فيه إلاّ جريا ضعيفا لم يكن له إتصال و لا استقامة على انه قد انفق عليه شبيها بألف الف دينار و لكن كان حفره صعبا جدا انما كانوا يحفرون حصا و افهارا لا تعمل فيها المعاول [2] .
و بدىء العمل في تشييد المدينة سنة خمس و اربعين و مائتين و وجّه في حفر ذلك النهر ليكون وسط المدينة، فقدر النفقة على النهر الف الف و خمسمائة الف دينار، و امر بأن تختط القصور و المنازل و اقطع الولاة و الامراء و الكتاب و الجند، و مدّ الشارع الاعظم من دار اشناس التي بالكرخ و هي التي صارت للفتح بن خاقان مقدار ثلاثة فراسخ الى قصوره، و اقطع الناس يمنة الشارع الاعظم و يسرته و جعل عرض الشارع الأعظم مائتي ذراع، و قدّر ان يحفر في جنبي الشارع نهرين يجري فيهما الماء من النهر الكبير الذي يحفره، و بنيت القصور و شيدت الدور و ارتفع البناء، و اتصل البناء من الجعفرية الى الموضع