نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر جلد : 13 صفحه : 295
و كانت سامراء، و هي سامير
Samere
القديمة، محل الأقامة المفضل لعدد من خلفاء بني العباس، و لا تزال أطلال مدينتهم هناك تشغل فسحة كبيرة من الأرض. و أهمها قبر و مشهد الأمام المهدي الذي دفن في سامراء (؟) .
و هو بناء. جميل من الطابوق، تعلوه قبتان و منارتان مزينتان بالكاشي الملون الذي يتباهى به العرب، و يبدو بمنظر جذاب حينما تتساقط أشعة الشمس عليه. و هناك على مسافة غير بعيدة عنه برج مخروطي الشكل يعلو علوا عظيما، و يبدو بمنظر متناسب. و تلف حول هذا البرج مرقاة حلزونيه شيدت بمهارة بحيث يمكن ان تصعد منها الى القمة الخيل و البغال عند اللزوم.
و على بعد عشرة أميال و نصف من شمال شرق البلدة الحديثة، و على الفرع الأيسر من دجلة، تقوم خرائب قصر الخليفة الذي يبدو أنه كان واسعا جدا، و هو مبن بالطابوق و الطين. و لكنه برغم ما كان عليه من أهمية و ازدهار لا يحتوي على شيء يستحق المشاهدة (يظهر ان الكابتن كينير لم يكن يتذوق الآثار و ما فيها من فن و زخرفة) . و تشاهد أيضا أقساما كبيرة من سور البلدة أيضا، و هي تمتد الى مسافة غير يسيرة في البادية المحيطة بها. و من الصعب ان يتصور المرء كيف ان بقعة مثل هذه يمكن ان تنتخب موقعا لعاصمة مهمة يقيم فيها «أمير» ذو سطوة و منعة. فان أرضها الممتدة الى مد البصر قاحلة، و هي يباب بلقع ليس فيه زرع و لا شجر، يمكن أن يريح و لو قليلا من سطوع الشمس و حر الرمال. و يمتليء الجو من فوقها بغيوم من الغبار تولدها الريح الشديدة التي تضيف بعصفها شيئا غير يسير الى وحشة المكان. و مع ان المعروف عن العراق العربي ان أرضه تصبح خضراء نضرة بمجرد سقيها و جر المياه لها، فان الضفاف هنا عالية و دجلة عريض ضحل. و لذلك لا بد من ان تنشأ صعوبات غير قليلة في الري هنا.
و قد كتب بعد كينير من الرحالين الغربيين، في القرن التاسع عشر، المستر كلوديوس ريج القنصل البريطاني في بغداد (1808-1821) على
نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر جلد : 13 صفحه : 295