نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر جلد : 13 صفحه : 261
و قد كان في وضع متهيء لذلك بالنسبة للحياة الداعرة التي كان يحياها، و لاهمال شؤون الخلافة و الحكم الذي كان يبديه.
و قد شاءت العناصر المغرضة في بلاط سامراء ان تلعب على الطرفين:
فوجهت أخباريات غفلا من التوقيع تنبيء بغا بأن الخليفة يعد العدة لقتله بصورة سرية، كما وجهت اخباريات أخرى مثلها الى المتوكل تخبره بأن بغا عازم على اغتياله. و قد صادف ان حصل الخلاف بين المتوكل و ابنه المنتصر في هذا الوقت المشحون بالدس و التوتر. و لما كان بغا ينتظر شرا من المتوكل في أي وقت كان فقد قرر ان يسبقه الى العمل و يتغدى بالخليفة قبل ان يتعشى هو به. فصادف في إحدى الأمسيات ان كان المتوكل في مزاج ممتاز، و كان طلقا في الكلام و الحديث مع الحاضرين في مجلسه. و ازداد ثملا بالشراب كلما تقدمت الأمسية و مرت ساعاتها، و ظل يطلب مزيدا من الشراب، أو أن بغا ظل يسقيه قدحا بعد آخر عن عمد و تدبير مسبق. و حينما انسحب معظم أفراد الحاشية الى مخادعهم بتقدم الليل، و لم يبق سوى بغا و الفتح بن خاقان، دخل الى الغرفة فجأة خمسة رجال من الأتراك يحملون سيوفا مسلولة بأيديهم، و كانت النتيجة ان قتل الخليفة و صاحبه المقرب الفتح بن خاقان و أصبحا جثتين هامدتين في بركة من الدماء.
و سارع بغا بعد ذلك الى داخل القصر ليأتي بولي العهد، المنتصر، و ينصبه في مكان أبيه القتيل. فصادفه قادما الى محل الحادث، و سلم عليه بالخلافة.
و عند ذاك دعي الخدام و رجال الحاشية على عجل و طلب اليهم ان يبايعوا الخليفة الجديد. و في صباح اليوم التالي، 11 كانون الأول 861، اجتمع جمع من الناس خارج القصر في سامراء و طالبوا بتنصيب المعتز لكن المعتز لم يمكن العثور عليه لأنه كان قد ألقى الأتراك القبض عليه خلال الليل و وضعوه في السجن. و بذلك أصبح بغا مسيطرا على الوضع سيطرة تامة، و غدا المنتصر أميرا للمؤمنين ما دام الأتراك راضين عنه على الأقل. غ
نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر جلد : 13 صفحه : 261