نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر جلد : 13 صفحه : 260
كما سبق ان أتينا على ذكره في مناسبات عدة من قبل. و يقول [1] المستر غلوب كذلك ان حياطين الشوارع و المساجد كانت في عهده تمتليء خلال الليل بكتابات خلاصتها النيل منه و رميه بالكفر و الألحاد.
اما قضية قتل المتوكل فيقول مؤلفنا البارع هذا أنه كان عند أول توليه الخلافة قد رشح لها ابناءه الثلاثة من بعده، يتسلسلون واحدا بعد آخر تبعا لأعمارهم. فكان من المنتظر ان يكون المنتصر ولي عهده، و المعتز من بعده، و أخيرا المؤيد. لكن المتوكل كان مغرما على الأخص بأم المعتز ابنه الثاني:
و كانت أمة يونانية تسمى السيدة قبيحة (لجمالها) ، حتى أنه نظم أبياتا من الشعر بحقها في عدة مناسبات. و لذلك كانت مسيطرة عليه الى درجة استطاعت بها ان تؤثر عليه و تقنعه بتولية ابنها المعتز من بعده، بعد ازاحة أخيه المنتصر (الأكبر) عن طريقه. فبادر المتوكل الى تنفيذ هذا و طلب الى ابنه المنتصر ان يتنازل عن حقه في ولاية العهد، لكنه رفض ذلك و أصر على موقفه في هذا الشأن. و صار أبوه يحقره و يستهزىء به في مجالسه، و بنتيجة اصرار السيدة (قبيحة) الجميلة عليه دعى المنتصر الى مجلسه في النهاية و أخبره بأنه أصدر الأوامر اللازمه بعزله عن ولاية العهد.
و مع ان هذا العمل لم يولد أزمة مخطرة في بادىء الأمر، و لم يحدث توترا في الحال، فقد ثبت انه حادث جر الوبال على المتوكل في النتيجة. فقد سبق ان بدأت الدسائس في جو سامراء السياسي، و لا سيما بين الضباط الأتراك، و الأوساط الرسمية العليا، إذ كان بعضهم يحسد بغا الشرابي، الذي كان يعد أقوى رجل في البلاط العباسي يومذاك و أول رجل يضع المتوكل ثقته فيه، لأنه كان مملوكا تركيا عاديا و نادلا في القصر الملكي. و بالنظر لمزاياه و قوة شخصيته تدرج في الوظائف فأصبح ذا منزلة عالية في الحقيقة.
و هنا ازدادت مخاطره، و أخذ مناوئوه يوغرون صدر الخليفة عليه، لا سيما