responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر    جلد : 13  صفحه : 252

اسم «نيرون العرب» . و لما كان بحالة سكر دائم صارت سيطرته على أمور الدولة و شؤونها تتضاءل يوما بعد يوم حتى أدى به الأمر الى أن أقدم على اغتياله الحرس الأتراك بالتواطؤ مع ابنه أحمد، الذي أعقبه في الحكم باسم «المنتصر باللّه» . و كان هذا رجلا عادلا رؤوفا بالناس، لكنه قتل بعد فترة من الحكم دامت ستة أشهر فقط فأعقبه رجل من أبناء عمه يسمى أحمد كذلك، و تلقب بلقب «المستعين باللّه» . و ما حل هذا الوقت حتى أصبحت السلطة في العاصمة بأيدي القواد الأتراك، و باتت الأقاليم وقفا على الحكام من أبناء الأسر الحاكمة فيها التي كان يكاد يقتصر ولاؤها لسامراء على دفع الخراج السنوي فقط.

و قد اضطربت أحوال الثغور الشمالية من جديد، و صار اليونانيون يتجاوزون على الأقاليم الواقعة على الحدود بصورة مستمرة. فسرعان ما وجد المستعين نفسه، و هو على شي‌ء من الجرأة، في وضع غير محتمل و أخذ يفكر في وسائل ينقذ فيها العرش من تعسف الأتراك العابثين. و لذلك عوّل على مؤازرة العرب له وفر هاربا من سامراء الى بغداد التي عادت فأصبحت مقرا موقتا للخليفة من جديد. فرد عليه الأتراك بتنصيب خليفة مناوى‌ء له في عرش سامراء، و هو ابن من ابناء المتوكل اسمه محمد، و لقب «المعتز باللّه» . على ان المستعين و مؤيديه أخذوا في الوقت نفسه يعدون العدة للدفاع عن أنفسهم في بغداد.

و لأجل ان يقف في وجه الجيش التركي الذي عرف أنه سيتعقبه من سامراء لا محالة، عمد المستعين في الحال الى تشييد سور مدور حول المدينة بأسرها فدخلت جسور بغداد الثلاثة في داخله. فبلغت تكاليف السور الجديد و ما يتبعه من تحصينات حوالي (000,350) دينار من الذهب، او ما يعادل (000,160) باون استرليني اليوم. و حينما وصل الجيش الأتراك الرئيس من سامراء خيم في العراء خارج باب الشماسية، و وجهوا هجماتهم الرئيسة على محلات بغداد الشمالية في كلا الجانبين. و قد استعملت المدفعية بكثرة لدى الفريقين، على شكل عرادات و مجانيق ثقيلة ركبها المدافعون من الأسوار

نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر    جلد : 13  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست